ما معنى كلمة زبور وهل يختلف سفر المزامير عن الزبور

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٨ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات

الزبور هو الكتاب الذي أنزل على دواد عليه السلام ، بينما المزامير هو سفر يضم بعض ما أنزل على داود وغيره من الأنبياء كما يضم كلاما لعلماء بني إسرائيل ، وبناء عليه فالمزامير  ليست نفسها الزبور وإن كانت قد تضم وتشتمل على شيء منها .

ورد ذكر الزبور في القران في ثلاثة مواضع :
1. قال تعالى: (وآتينا داود زبورا ) ( (النساء163)؛
2. وقال تعالى ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتنيا دواد زبورا ) (سورةالإسراء:55) 3. وقال تعالى ( ولقد كتبنا في الزَّبور من بعد الذِّكر أن الأرضَ يرثها عباديَ الصالحون )  (الأنبياء:105)

وواضح من الآيتين الأوليين أن الزبور هو كتاب أنزله الله على نبيه داود عليه السلام ، فهو أحد الكتب الآلهية السماوية ، إذ ليست الكتب هي التوراة والإنجيل والقران ، بل أنزل الله غيرها مثل صحف إبراهيم كما ورد في سورة الأعلى ، وورد في حديث أن الله أنزل (104) كتاب منها ما عرفناه وهو التوراة والإنجيل والقران والزبور وصحف إبراهيم ومنها ما لم نعرفه فنؤمن به على وجه الجملة لا التفصيل .

أما الآية الثالثة فقد اختلف العلماء في المقصود بالزبور على قولين :
- قيل : الزبور هو كل الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ومنها التوارة والإنجيل والقران والزبور وصحف إبراهيم وغيرها مما لا نعلم ، ورجح هذا القول ابن جرير الطبري رحمه الله .
- وقيل : الزبور هي الكتب التي أنزلته على بني إسرائيل بعد التوراة ، ومنها الكتاب الذي أنزل على دواد عليه السلام .

أما معنى كلمة زبور لغة فقال ابن جرير الطبري رحمه الله " أن الزبور هو الكتاب ، يقال منه: زبرت الكتاب وذَبرته ،  إذا كتبته " 
وهذا من معانيها وإلا فلها معان أخرى لغة ، ولكن غلب إطلاق الزبور على الكتاب الذي أنزله الله تعالى على دواد عليه السلام .

هل الزبور هو نفسه ما يسمى بالمزامير ؟


جاي في الموسوعة العربية "  والزبور لا يتضمن تشريعاً، وإنما قصر الأمر فيه على الحِكَم، ويشكل قسماً من أقسام التوراة Torah ـ العهد القديم[ر] Old Testament، واسمه فيها كتاب المزامير The Book of Psalms أو سفر المزامير Psalter، لأنه يحوي نظم من الأغاني والتراتيل والقصائد الإيمانية، ومجموعة من الترانيم hymnody والتسابيح الدينية، تنشد بمصاحبة المزامير، ويتلوها اليهود في بيعهم وأديرتهم. وبعض المزامير طقوس دينية، وبعضها يتصل بالأعياد الإسرائيلية. وكلمة المزامير ترجمة للكتاب العبري المسمى بالتسابيح Tehillim-Praises، وهذا السفر يناظر ما يعرف في العربية بالتهليل والتواشيح والتسابيح، وقد اعتاد إنشادها كل من اليهود والنصارى في طقوسهم الدينية، العامة منها والخاصة .

تشمل المزامير 150 مزموراً، مقسمة إلى خمسة أجزاء غير متساوية في الحجم، ولكل مزمور عنوان:. ينتهي كل منها بتسبيحة شكر لله بقصد التساوق والتماثل. ويوازي هذا التقسيم الخماسي ربما أسفار موسى الخمسة Pentateuch في التوراة [ر]. وتذكر الروايات أن كتاب المزامير قد ظهر ما بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن الرابع قبل الميلاد. وأنها جمعت عبر مراحل عديدة يصعب تحديدها. لكن يمكن تمييز بعضها حسب تصنيفها، فبعض المزامير تتضمن أغاني الحج (120ـ134)،

وبعضها سمي بمزامير داود ...  وهذا يفيد بأن «المزامير» كتاب توراتي يترجم حياة بني إسرائيل الاجتماعية والدينية في المؤسسات والتجمعات اليهودية، وطقوس العبادة والصلاة في المعبد... والجليّ أن أكثر المزامير ترجع لداود، فله وحده ثلاثة وسبعون مزموراً " 

مما سبق يمكننا القول جليا ان المزامير ليس كتابا يختص بما أنزل على داود عليه السلام وإنما يضم أدعية وتسابيح انزلت على غيره من الانبياء ، كما يضم  كلاما لبعض علماء بني إسرائيل واليهود وتعاليمهم بحسب نظرهم  ، تم إضافتها على مر القرون إلى سفر وكتاب واحد سمي المزامير ، وهو في ذلك لا يضم فقط كلاما إلهيا أنزل على أنبياء بني إسرائيل بل يضم كلاما لبشر .
وعليه فليس الزبور الاصطلاحي والذي اطلق على الكتاب الذي نزل على داود عليه السلام هو نفسه المزامير ، بل المزامير قد تضم بعض الزبور الذي أنزل على داود عليه السلام كما قد تضم كلاما انزل على غيره من الانبياء ، كما ضمت كلاما لبشر من علماء بني إسرائيل .

والله اعلم 

المصدر :
الموسوعة العربية ( http://arab-ency.com.sy/detail/6670)