تتكون الآية الكريمة من ثلاث كلمات بمعرفتها يتم المعنى، ولذا سأبين لك معانيها بشكل واضح ثم ننتقل إلى السياق التي ورد به بعدها.
- المقصود بالحب، هي حبوب الأرض جميعاً التي يتم حرثها، كالحنطة والشعير ونحوه، أي على سبيل الإيجاز هو النبات الذي يكون له سنبلة مثل القمح.
- ذو العصف، أي التبن، أو ورق الشجر، والمقصود بالحب ذو العصف، أي الزرع الذي تعصف به الريح، أو جز الزرع.يعني تخيل أن الآية تصف لك مشهد السنابل عندما تهب عليها الرياح وتحمل معها بعض أوراق السنابل تلك.
- أما الريحان، فهي الأزهار والنباتات ذات الرائحة الجميلة، وسبب تسمية الريحان قادم من رائحتها الطيبة، مثل ورد الياسمين، ونبتة الريحان المعروفة.وكما قلت لك في البداية فإنها جزء من نسق متكامل لسورة الرحمن يراد به، إعلام بنعم الله عز وجل وآياته، ولهذا تكررت آية:" فبأي آلاء ربكما تكذبان"، وهي دعوة للتبر في خلق الله كله، من أصغرها إلى أكبرها، كما ويشهد الله عز وجل جميع خلقه من الإنس والجن على ذلك والخطاب موجه لكلاهما، ويتحداهما بمحاولة تكذيب كل تلك آلاء.
وقد قال سيد قطب في ظلال القرآن عن هذه السورة، أن فيها رنة مميزة تتجلى في إطلاق الصوت إلى أعلى، وامتداد التصويت إلى بعيد; كما تتجلى في المطلع الموقظ الذي يستثير الترقب والانتظار لما يأتي بعد المطلع من أخبار.. الرحمن.. كلمة واحدة. مبتدأ مفرد.. الرحمن كلمة واحدة في معناها الرحمة، وفي رنتها الإعلان، والسورة بعد ذلك بيان للمسات الرحمة ومعرض لآلاء الرحمن.