كلمة جُلّ (اسم) تأتي بمعنى أغلب، أغلبية، مُعظم، أكثر، كل. وجملة "جل أوقاتهم" تعني غالبية أوقاتهم ومعظمها وتستخدم عند الحديث عن أناس يقضون أغلب أوقاتهم في فعل شيء ما، كأن نقول: الفلاحون يقضون جل أوقاتهم في العناية بأراضيهم.
وضد كلمة جل كل من: (أقلية، جزء، بعض) فعندما نقول: يقضي الطالب جزءًا من وقته في الدراسة أي أنه لا يقضي وقتًا كبيرًا فيها.
وجل (الفعل) تأتي بمعنى عَظُم، وأشهرها عندما نقول: "الله جل جلاله"
وما ورد فيما قاله الشاعر أحمد محرم: إن جل ما أبصرت من أحداثهم فستبصر الحدث الأجل الأعظما، ، ومعناها إن عظم ما رأيت ما أحداث.
وما قاله الشاعر إبراهيم اليازجي: من كل ساهر ليل جل بغيته في كنس النجم لا الآرام في الكنس، أي عظم مطلبه ومراده.
وإليك بعضًا من معانيها مع الأمثلة للتوضيح:
• وجل مضارعها يَجِلّ وفعل الأمر منه اجلِلْ / جِلَّ وجَلالًا وجَلالةً، والصفة المشبهة منه جَليل، واسم المفعول مجلولٌ عليه فهو، والجمع منه: أَجِلاَّءُ وأَجِلَّةٌ وأَجْلاَلٌ.
• قَرَأَ جُلَّ المنهاج: أي أكثره ومعظمه.
• ويقال جُل ما في الأمر: أي أعظم وأَهم ما فيهِ.
• وتأتي أيضًا بنفس هذا السياق في: جَلُّ السَّفِينَةِ: أي شراع السفينة.
وفي حكمة يقال فيها "ما لا يُدْرك كُلُّه لا يُترك جُلُّه": وتأتي في سياق "الحثّ على تحصيل ما يمكن تحصيله حتى ولو كان قليلًا", أي إن لم تستطع إكمال شيء بصورة كاملة فلا تترك أغلبه.
مثل: إن لم تستطع قراءة القرآن في شهر رمضان وختمه كاملًا فلا تتعاجز عن قراءة أجزاء منه، وفي سياق قراءة الكتب أيضًا: إن لم تستطع مثلًا قراءة كتاب كامل لأنك ترى الأمر صعبًا فاقرأ ولو جزء منه.
وأرى أن هذه الحكمة تشبه قليلًا " قليل دائم خير من كثير منقطع" ربما لا تشابهها بالضبط ولكن القليل الدائم يساعد في في عدم ترك الشيء بصورة كاملة وقد يوصل لطريق إدراك كله.
ويقول الشاعر بشار بن برد: جَلَّ ما بِي مِنْهَا وما جَلَّ نَيْلٌ عندها إِنَّها عَلَيْهَا جُمُودُ، وهنا جاء جل (الفعل) أي عظم ما به من محبوبته.