ما معنى الكلمات تفئ وأقسطوا وبغت في سورة الحجرات

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 قال الله تعالى في سورة الحجرات (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) آية رقم 9
المقصود بكلمة تفيء: أي ترجع إلى حكم الله تعالى بالحق.

والمقصود أقسطوا: أي اعدلوا أيها المؤمنون في حكمكم
ومعنى كلمة بغت: أي أبَت وتعدت

وإن طائفتان من المؤمنين... نزلت هذه الآية الكريمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمار له على عبد الله بن أبي، وهو في مجلس قومه، فراث حمار النبي صلى الله عليه وسلم أو سطع غباره، فأمسك عبد الله بن أبي أنفه، وقال: لقد آذانا نتن حمارك. فغضب عبد الله بن رواحة، وقال: 
- إن حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك ومن أبيك؛ فغضب قومه واقتتلوا بالنعال والأيدي، فنزلت هذه الآية فيهم. 

- فكان بين قوميهما رجلان اقتتلا فغضب لذا قومه، ولذا قومه، فاجتمعوا حتى اضربوا بالنعال وبالأيدي والسعف حتى كاد يكون بينهم قتال، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

- والطائفتان اللتان اقتتلتا قال مجاهد: أنها نزلت في الأوس والخزرج. 
فقال: تقاتل حيان من الأنصار بالعصي والنعال فنزلت الآية. ومثله عن سعيد بن جبير: أن الأوس والخزرج كان بينهم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتال بالسعف والنعال ونحوه، فأنزل الله هذه الآية فيهم. 

- أما قتادة: فقال أنها نزلت في رجلين من الأنصار كانت بينهما مداراة في حق بينهما

- ويذكر في كتب التفسير بأنه إذا كان هناك طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا -أيها المؤمنون- بينهما.

- وأدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والرضا بحكمهما،
- حتى تنصفوا المظلوم من الظالم، فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ، فحقّ على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم، حتى يفيئوا إلى أمر الله وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقرّوا بحكم الله. 
 
- فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالعدل والإنصاف، واعدلوا أيها المؤمنين في حكمكم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم وهي حكم الله وحكم رسوله، فإن الله يحب العادلين المقسطين في أحكامهم القاضين بين خلقه بالقسط والعدل. 

- وفي هذه الآية الكريمة إثبات صفة المحبة لله تعالى على الحقيقة، كما يليق بجلاله سبحانه.
- كما أنها تحث على الصلح بين المؤمنين وتنهانا عن القتال. 
 والله أعلم