إن هذه الجزئية هي من حديث نبوي شريف يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، وحملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم."
وتشير هذه الجزئية من الحديث الى خطورة الظلم ووجوب الابتعاد عنه بعداً كبيراً لما سيلقى صاحبه من عقاب بمثل الظلم الذي أوقعه, لأن الله عادل لا يقبل الظلم على أحد من عباده, وفي ظلمات إشارة لهول العقاب الأخروي فلا يستوي عذاب الدنيا مع عذاب الآخرة مهما كان قليلاً, فيمكن أن يظلم شخص شخصاً آخر بحرمانه من الإرث مثلاً وسيعاني الشخص المحروم ربما من الفقر أو الشعور بالقهر, بينما الذي ظلمه فسيأخذ جزاءه من العادل وجزاء الآخرة يكون في نار جهنم – نعوذ بالله منها-.
لذا ينبغي على المسلم أن يحرص كل الحرص على رد الحقوق إلى أصحابها وعدم أكل مال أحد أو سرقته أو قتله أو الاعتداء عليه بغير وجه حق أو ظلمه ظلماً معنوياً كشهادة الزور أو القذف أو حتى الأذى بأبسط الكلمات لأن الله لا يقبل أن يؤذى شخص ولا يؤخذ حقه وإن كانت مثقال ذرة, فيقول عز من قائل: " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ" .