ما مدى خطورة الحمل على السيدة المصابة بروماتيزم القلب

1 إجابات
profile/د-عبدالرؤوف-العبوشي
د. عبدالرؤوف العبوشي
طبيب في مستشفى المدينة الطبية (٢٠٢٠-حالياً)
.
٠٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الإصابة بروماتيزم القلب يزيد من خطورة الإصابة بمضاعفات الحمل، ولكن يؤدي الإعداد الجيد والدقيق قبل الحمل بالإضافة إلى الالتزام بشروط الرعاية الصحية أثناء الولادة إلى زيادة النتائج الإيجابية لكل من الأم والرضيع لدى النساء الحوامل المصابات بأمراض القلب الروماتيزمية.

تحديد الإصابة بالمرض قبل الحمل أمر بالغ الأهمية، كلما تم تشخيص المريضة بوقت أبكر وعلاجها بشكل أسرع فإن احتمال إصابتها بمشاكل ومضاعفات في فترة الحمل تقل، كما أن الإعداد الجيد قبل الحمل يقلل من فرصة إصابة المرأة الحامل المصابة بروماتيزم القلب بمضاعفات أثناء الحمل.

تأثير الحمل على أمراض القلب الروماتيزمية:

يحدث ارتفاع بنسبة 30 إلى 50 في المائة في تدفق الدم أثناء فترة الحمل، مما يؤدي إلى إجهاد إضافي على صمامات القلب، تزيد خطورة هذا الإجهاد على صمامات القلب المصابة بروماتيزم القلب، حيث يشكل هذا الضغط المرتفع على الصمامات تهديدات متزايدة للأم و/أو الجنين للنساء المصابات بأمراض القلب الروماتيزمية، لهذا الكثير من حالات النساء المصابات بأمراض القلب الروماتيزمية يكتشفون إصابتهم بهذا المرض في فترة الحمل وذلك بسبب ظهور أعراض شديدة في هذه الفترة بسبب زيادة المجهود المطلوب من القلب، كما قد يتسبب الحمل في ظهور أو تفاقم الأعراض مثل ضيق التنفس أثناء الأنشطة البسيطة والاستيقاظ في الليل بسبب الشعور بصعوبة في التنفس، يمكن أن يساهم في حدوث أعراض أكثر خطورة مثل الوذمة الرئوية أو الرجفان الأذيني أو التخثر، غالباً تزداد شدة هذه الأعراض في الثلث الثالث من مراحل الحمل، يبدأ هذه الأعراض بالظهور والتفاقم في الأشهر الثلاثة الأولى ولكن تبلغ ذروتها في الفترة من 28 إلى 30 أسبوعاً من الحمل ويستمر حتى الولادة.

إدارة روماتيزم القلب للنساء الحوامل:

يجب مراقبة النساء الحوامل المصابات بروماتيزم القلب بشكل دقيق خوفاً من تطور المرض وحدوث قصور في القلب، وعادة ما يتم مراقبة هؤلاء النساء في مراكز العلاج المختصة في أمراض القلب وخدمات العناية المركزة.

يتم استخدام مضادات التخثر لتقليل احتمالية إصابة المرأة الحامل بتخثر الدم، ولكن من المرجح أن يسبب العلاج المضاد للتخثر مشاكل في النساء الحوامل، غالبا ما تستخدم مضادات التخثر مثل الوارفارين أو الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (LMWH) في أمراض صمامات القلب أو الرجفان الأذيني، ولكن كلا النوعين من مضادات التخثر قد يؤدي إلى مضاعفات قد تصيب الأم أو الجنين، حيث يزيد استخدام الوارفرين من احتمالية إصابة الجنين بتشوهات خلقية، لهذا يتم استخدام الهيبارين في الأشهر الثلاث الأولى والتي يحدث فيها تكون ونمو سريع لأعضاء الجنين، ثم يتم استبدال الهيبارين بالوارفرين وذلك بسبب تأثير الهيبارين الذي يزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام خاصة للنساء الحوامل.

للوقاية يتم وصف المضاد الحيوي أثناء فترة الحمل والرضاعة وذلك لمنع تكرار الحمى الروماتيزمية وتدهور حالة القلب الروماتيزمية مرة أخرى، يجب على المرأة الالتزام بهذا العلاج وعدم تخطي أي جرعة.

قد تضطر النساء الحوامل المصابات بأمراض القلب الروماتيزمية والمقيمات في المناطق الريفية أو المعزولة إلى مغادرة منازلهم والانتظار في المراكز الصحية إلا أن تلد.

يجب أيضاً تقليل المجهود الإضافي على القلب سواء كان مجهود بدني مثل الرياضة أو مجهود نفسي وعاطفي مثل الحزن الشديد أو التوتر والقلق، حيث تزيد هذه الإجهادات من الضغط الواقع على القلب وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالمضاعفات.

على الرغم من أن حالة كل امرأة تكون مختلفة عن الأخرى إلا أن النساء الحوامل المصابات بأمراض القلب الروماتيزمية قد يتعاملن أيضا مع عدد كبير من المشاكل النفسية والجسدية والعاطفية، خاصة إذا كانت المرأة المصابة من طبقة اجتماعية بسيطة وتعيش في أماكن مكتظة مما يسبب محدودية في فرص الحصول على الخدمات الصحية.