ما مدى أهمية العمل على محاربة خطاب الكراهية في المناهج المدرسية

1 إجابات
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
 يعرف خطاب الكراهية انه عبارات تحوي معاني الفرقة والتمييز العنصري والانحياز بقصد إلحاق الضرر بفئة معينة من المجتمع وغالباً ما تكون الاقليات, وبث روح الفتنة والتحريض على الآخر.

إن الأفكار هذه لا تكون صنيعة يوم وليلة, بل تنشأ مع الفرد من أسرته ومجتمعه المحيط ومدرسته ثم جامعته, من التلفاز ومن مواقع التواصل الاجتماعي وحتى من الأقران والاصدقاء, كلها عوامل تجتمع فتتغذى روح الكراهية للآخر من خلالها.

ولما للمؤسسات التعليمية من تأثير كبير في شخصية الفرد وعلى مدار سنوات كبيرة, فالفرد يقضي وقتاً في مدرسته وجامعته أكثر مما يقضيه في بيته, لذا يقع على عاتق المؤسسات التعليمية نبذ خطاب الكراهية بل وتكثيف الجهود لمناهضته من خلال مناهجها وحتى خارجها, لأسباب أذكر لك منها:

-يؤدي التضارب في المعتقدات بين داخل المدرسة مثلاً والمجتمع المحلي الى انفصام الطالب وتشتته, فعندما يرى مثلاً مدرسة يشيع فيها خطاب الكراهية فإنه سيفقد ثقته في النظام السياسي لبلده, وسيتبادر لذهنه أن كل ما يراه امام الشاشات ما هي إلا عبارات طنانة كاذبة, ويكتشف الفجوة بين الواقع وبين تفكيره المثالي حول مجتمعه وبلده , للحد الذي قد يجعله يرى ما يبث عبر خطاب الكراهية صحيحاً فيُجر لحبال العنف والتطرف والارهاب – لا قدر الله- , إذن يجب الحرص على ضرورة التكامل بين مؤسسات الدولة الواحدة.

-إمكانية دخول الدخلاء بين صفوف المتعلمين في المدارس والجامعات, وانتهازهم فرصة قلة وعي الطلاب في نشر أفكارهم السامة وزعزعة أمن الطلبة النفسي وتشويههم صورة الآخر وتحريضهم عليه مما يؤدي لغرس هذه الافكار ونموها في ذهن الطلبة فتؤدي للأقبح النتائج. وعلى العكس من ذلك إن حرصت المؤسسات التعليمية على نشر التوعية منذ الصفوف الاولى من المدرسة, واعطاء الدورات التثقيفية حول خطر خطاب الكراهية مما يؤدي لنشوء جيل واعٍ لا يمكن استغلاله لبث افكار سامة.

-وهذا الوعي والحرص يؤدي للتقليل من التأثر بخطاب الكراهية بل ومحاربته منذ البداية وبالتالي التقليل من اعداد الشباب الذي يستغل في نقاط ضعفه للجوء للتنظيمات الارهابية.

-وعلى العكس من ذلك ان لم تعمل المدارس على مناهضة خطاب الكراهية فستنتقل الفئة هذه للجامعات وتبث سمها فيها ومن المحتمل لا قدر الله ان تخسر الكثير من الشبان او تتكاثر مشاعر الغل والحقد والعنصرية وتُورث من جيل الى جيل ..