ينزلها بباب الله بصدق وإخلاص ويقدم بين يدي ذلك ما يعينه على رفع حاجته وقضائها، ثم يتوكل على الله ويوقن به ويرضى بقضائه.
وتفصيل ذلك:
أنه متى ما كانت حاجتك مباحة أو فيها خير فإن هناك أموراً عليك فعلها لتعينك على قضاء هذه الحاجة يمكن أن ألخصها لك في النقاط التالية:
1. اليقين الصادق والاعتقاد الجازم أنه لا يقضي حاجتك إلا الله، وأن كل ما في الكون إنما هي أسباب يهيئها الله لك لقضاء حاجتك، وإلا فإنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع ، ولا يمسك رحمته إلا هو ولا يرسلها إلا هو سبحانه.
وهذه نقطة مهمة لأنه كثير من الناس لما يلجأ إلى الله فإنما يكون مجرباً في ذلك ، يقول أنظر إن قضيت حاجتي فالحمد لله وإلا أبحث عن غير الله! وبعضهم يجعل ربنا سبحانه هو الخيار الأخير بعد إغلاق باب سؤاله للناس، وهذا خطأ.
فلجوء المجرب هو لجوء غير صادق، وأساس قضاء حاجتك عند الله هو الصدق في الطلب واليقين في المطلوب منه سبحانه، والله يعلم ما في قلبك.
2. عليك بتقديم أعمال صالحة تعينك على قضاء حاجتك وتكون شفيعة لك عند الله، ومن أهم تلك الأعمال السعي في قضاء حوائج الناس لأنه كما جاء في الحديث الصحيح عند مسلم (ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، فالجزاء من جنس العمل.
فاحرص على السعي في حوائج الناس وقضائها ومساعدتهم فيها يكون الله في عونك ويعينك كما تعين خلقه، بشرط أن تكون نيتك في تلك المساعدة وجه الله لا طلب المنزلة والجاه عند الناس.
ومنها فك كرب الناس والصدقة عليهم.
3. التوجه بالدعاء إلى الله تعالى أن يقضي حاجتك، وعليك في هذه الدعاء مراعاة أمور:
-تحري أوقات الإجابة الفاضلة مثل ثلث الليل الأخير أو عند إفطار الصائم أو بين الأذان والإقامة.
- تتوب من المعاصي والذنوب وتطهر نفسك من المال الحرام إن وجد.
- تدعو بالأدعية المأثورة التي هي مظنة قضاء الحوائج مثل:
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه قد جاء في الحديث (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له.).
- اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما سمع رجلاً يدعو بهذا الدعاء قال: (والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).
4. يمكن أن تصلي وتدعو في آخر صلاتك بهذا الدعاء:
لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
فقد روي في الحديث - وإن كان الأرجح ضعفه - أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن لوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله...)
5. أكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
ثم عليك مع هذا كله أن تفوض الأمر إلى الله وتصبر وتعلم أن اختيار الله لعبده خير من اختيار العبد لنفسه متى آمن واتقى وأصلح، وأن أمر المؤمن كله خير، فقد يمنعك الله ما تظن فيه خيراً لك ويكون فيه شراً، وقد تكره أمراً ويكون فيه خيراً لك.
ولا تمل من كثرة من الإلحاح على الله بالدعاء فإنه من أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له، والله يحب العبد اللحوح في الدعاء، والإجابة مقرونة بالصبر.
والله أعلم