ما فضل قول (أليس الله بكاف عبده) واستخدامها في الحياة اليومية

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الخلاصة : لم يرد نص خاص في فضيلة هذه الآية وإن كانت آية عظيمة يحتاجها المؤمن في كل يوم وفي كل شؤون حياته لإنها لا تتحقق إلا بكفاية الله وإذنه .

وتفصيل ذلك :


هذه الآية رقم ( 36 ) من سورة الزمر وهي آية عظيمة نزلت في الأصل في حق النبي عليه الصلاة والسلام ، ولكنها ليست خاصة به ، بل هو المقصود بها أولا ويلحق به بحيث يناله نصيب من هه الكفاية الربانية كل من سار على نهجه واتبع سنته وأحبه واقتدى به .

قال الإمام الشوكاني في تفسيره ( فتح القدير ) " قَرَأَ الْجُمْهُورُ (عَبْدَهُ) بِالْإِفْرَادِ . وَقَرَأَ حَمْزَةُ ، وَالْكِسَائِيُّ (عِبَادَهُ) بِالْجَمْعِ ، فَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى : الْمُرَادُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ، أَوِ الْجِنْسُ ، وَيَدْخُلُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى ، الْمُرَادُ : الْأَنْبِيَاءُ ، أَوِ الْمُؤْمِنُونَ ، أَوِ الْجَمِيعُ "
وقال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم المنان :

" أي : أليس من كرمه وجوده ، وعنايته بعبده ، الذي قام بعبوديته ، وامتثل أمره واجتنب نهيه ، خصوصا أكمل الخلق عبودية لربه ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تعالى سيكفيه في أمر دينه ودنياه ، ويدفع عنه من ناوأه بسوء ".

ولم يرد فضل خاص بهذه الآية في النصوص الشرعية.

أما استخدامتها في الحياة اليومية :فالعبد محتاج إليها كل يوم وفي كل شأنه ، لأنه من كفاه الله همه وأعانه عليه ودفع عنه المكاره والمصائب ، فماذا يحتاج بعد ذلك ، وهل احد يقدر عليه سوى الله مالك الملك .
ولربما يكون أكثر المواقف التي يقولها العبد فيها هي المواقف التي يبتلى فيها بأعداء يقصدونه بضر أو سوء أو أذى خاصة إذا كانت عدواتهم لهم دينية سببها إيمانه وتوحيده ، فهنا يشعر العبد حقيقة بعظمة هذه الآية وكيف تدخل السكينة إلى قلبه والطمأنينة ، خاصة لما تكمل الاية ( ويخوفونك بالذين من دونه ) فكل من هو غير الله فهو دون ، فهذه الآية ترزق المؤمن الشجاعة والطمأنينة والسكينة وتصرف عنه الخوف والفزع.

ومن المواقف التي تقال فيها من ابتلي بسحر ونحوه مما قد تسعى فيه الشياطين لضر العبد فالله كافيه وحافظه .

وكذلك لو قصده أحد بضر لأمر دنيوي كضره في رزقه ، فلا يلجأ العبد إلى من سوى الله بل يلجأ إلى ربه فهو وحده كافيه وحسبه .

ولكن لهذه الآية شرط وهو أن تحقق وصف العبودية الاختيارية لله سبحانه فتستحق هذه المعية.
قال سيد قطب رحمه الله في الظلال : 
( بلى‏!‏ فمَن ذا يُخيفه، وماذا يخيفه‏ إذا كان الله معه،‏ وإذا كان هو قد اتخذ مقام العبودية وقام بحق هذا المقام‏؟!‏ ومَن ذا يشك في كفاية الله لعبده وهو القوي القاهر فوق عباده‏)

والله اعلم