الخلاصة : لم يرد نص خاص في فضيلة هذه الآية وإن كانت آية عظيمة يحتاجها المؤمن في كل يوم وفي كل شؤون حياته لإنها لا تتحقق إلا بكفاية الله وإذنه .
وتفصيل ذلك :
هذه الآية رقم ( 36 ) من سورة الزمر وهي آية عظيمة نزلت في الأصل في حق النبي عليه الصلاة والسلام ، ولكنها ليست خاصة به ، بل هو المقصود بها أولا ويلحق به بحيث يناله نصيب من هه الكفاية الربانية كل من سار على نهجه واتبع سنته وأحبه واقتدى به .
قال الإمام الشوكاني في تفسيره ( فتح القدير ) " قَرَأَ الْجُمْهُورُ (عَبْدَهُ) بِالْإِفْرَادِ . وَقَرَأَ حَمْزَةُ ، وَالْكِسَائِيُّ (عِبَادَهُ) بِالْجَمْعِ ، فَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى : الْمُرَادُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ، أَوِ الْجِنْسُ ، وَيَدْخُلُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى ، الْمُرَادُ : الْأَنْبِيَاءُ ، أَوِ الْمُؤْمِنُونَ ، أَوِ الْجَمِيعُ "
وقال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم المنان :
" أي : أليس من كرمه وجوده ، وعنايته بعبده ، الذي قام بعبوديته ، وامتثل أمره واجتنب نهيه ، خصوصا أكمل الخلق عبودية لربه ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تعالى سيكفيه في أمر دينه ودنياه ، ويدفع عنه من ناوأه بسوء ".
ولم يرد فضل خاص بهذه الآية في النصوص الشرعية.
أما استخدامتها في الحياة اليومية :فالعبد محتاج إليها كل يوم وفي كل شأنه ، لأنه من كفاه الله همه وأعانه عليه ودفع عنه المكاره والمصائب ، فماذا يحتاج بعد ذلك ، وهل احد يقدر عليه سوى الله مالك الملك .
ولربما يكون أكثر المواقف التي يقولها العبد فيها هي المواقف التي يبتلى فيها بأعداء يقصدونه بضر أو سوء أو أذى خاصة إذا كانت عدواتهم لهم دينية سببها إيمانه وتوحيده ، فهنا يشعر العبد حقيقة بعظمة هذه الآية وكيف تدخل السكينة إلى قلبه والطمأنينة ، خاصة لما تكمل الاية ( ويخوفونك بالذين من دونه ) فكل من هو غير الله فهو دون ، فهذه الآية ترزق المؤمن الشجاعة والطمأنينة والسكينة وتصرف عنه الخوف والفزع.
ومن المواقف التي تقال فيها من ابتلي بسحر ونحوه مما قد تسعى فيه الشياطين لضر العبد فالله كافيه وحافظه .
وكذلك لو قصده أحد بضر لأمر دنيوي كضره في رزقه ، فلا يلجأ العبد إلى من سوى الله بل يلجأ إلى ربه فهو وحده كافيه وحسبه .
ولكن لهذه الآية شرط وهو أن تحقق وصف العبودية الاختيارية لله سبحانه فتستحق هذه المعية.
قال سيد قطب رحمه الله في الظلال :
( بلى! فمَن ذا يُخيفه، وماذا يخيفه إذا كان الله معه، وإذا كان هو قد اتخذ مقام العبودية وقام بحق هذا المقام؟! ومَن ذا يشك في كفاية الله لعبده وهو القوي القاهر فوق عباده)
والله اعلم