الحديث خاص بالسفر ولم ترد السنة بأن يفعل ذلك بالحضر فإذا صعد الدرج ولم يكبر لا بأس عليه ولا حرج.- فإن التكبير عند الصعود إلى مكان مرتفع يدل على الاستعلاء والارتفاع وهو محبب للنفوس لما فيه من استشعار الكبرياء، فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى وعظمته وعلوه وأنه أكبر من كل شيء فيكبره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله، ومناسبة التسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محل ضيق فيشرع فيه التسبيح لأنه من أسباب الفرج والتيسير .
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا) رواه البخاري
- وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بِعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ : ( كَبَّرَ ثَلَاثًا) ثُمَّ قَالَ : (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنْ الْعَمَلِ مَا ترضى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الْبُعْدَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ ) .
وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).
- وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجُيُوشُهُ : (إِذَا عَلَوْا الثَّنَايَا كَبَّرُوا وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا فَوُضِعَتْ الصَّلَاةُ عَلَى ذَلِكَ).
- وقد سئل الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- عن ذلك: "جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه يكبر إذا صعد مشرفاً، ويسبح إذا نزل وادياً)
وهل هذا التسبيح والتكبير خاص بالسفر، أم أنه يكبر ويسبح عند الصعود -مثلاً- في البيت إلى الدور الثاني والثالث، جزاكم الله خيراً؟ " .
-
فكان جوابه رحمه الله تعالى :ان النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره إذا علا صَعداً كبر، وإذا نزل وادياً سبح، وذلك أن العالي على الشيء قد يتعاظم في نفسه، فيرى أنه كبير، فكان من المناسب أن يكبر الله عز وجل فيقول: الله أكبر، وأما إذا نزل فالنزول سفول فناسب أن يسبح الله عز وجل عند السفول، هذه هي المناسبة.
- ولم يرد في السنة النبوية بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الحضر، والعبادات مبنية على التوقيف، فيقتصر فيها على ما ورد في القرآن الكريمروالسنة النبوية ، وعلى هذا فإذا صعد الإنسان الدرجة في البيت فإنه لا يكبر، وإذا نزل منها فإنه لا يسبح، وإنما يختص هذا في الأسفار".
- والقول الراجح بأنه لا يتوجب على المسلم ان يكبر عند طلوع الدرج ويسبح في حال النزول فإن شاء كبر أو سبح أوهلل ولكنه غير مشروع ولو كان مشروعا وواجبا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، أو علمه لأصحابه ، كما كان يعلمهم ما يقولونه عند دخول البيت، وعند الخروج منه، وكما علمهم ما يقولون من أذكار اليوم والليلة .
-
كما سئل الشيخ بن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب:المعروف في السفر، أما في الحضر فإنَّه يُسبّح ويُكبّر في الصعود والنزول، يُكثر من الذكر، سواء في الحوش، أو في السطح، أو غير ذلك.
- فخلاصة القول : بأنه لاحرج في أن يذكر الله تعالى في كل الأحوال لقوله تعالى (يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ سورة آل عمران: آية 191 سواء في السفر أو الحضر وفي كل حين. فكله خير وبركة وأجر من عند الله تعالى ولكن في هذا الحديث فيه مراعاة الأودية يكون في الأسفار.
المصدر(الإسلام سؤال وجواب)