مبدئياً حاز هذا السؤال على أكثر الأسئلة بحثاً على جوجل.
سنكتشف سوية لماذا تجوب تلك الثدييات الحمراء المدن.
الثعالب من أكثر الحيوانات البرية المشهورة في بريطانيا، هذه الحيوانات لها القدرة على التكيف على نحو سريع مع نمط الحياة المدنية في المدن والضواحي كما هي في الغابات.
اليوم نسبة وتناسب مع عدد السكان يوجد ثعلب واحد لكل 300 شخص في بريطانيا. ويقدر عددها بكامل البلاد بنحو 400,000 ثعلب.
كما يوجد العديد من فصائل الثعالب في العالم من الثعلب الصحراوي إلى الثعلب الأبيض القطبي. إلا أن الفصيلة الأكثر انتشارا هي الثعالب الحمراء وقد لوحظ تجولها في عدة مدن غير لندن.
تتغذى الثعالب بشكل أساسي على اللحوم بنسبة 90% والباقي من تأخذه من الحشرات، الديدان وغيرها. حيث تنقض الثعالب على الثدييات الصغيرة مثل الفئران والجرذان وربما هذا إحدى الأسباب لتواجدها في المدن لكثرة وجود القوارض. وهي بذلك تحافظ على التوازن البيئي.
تواجد الثعالب في المناطق المدنية يعتبر منظر مألوف لسكان مدينة لندن وهي كائنات ليلية. تنشط تلك الثعالب ليلاً لتبدأ بجولتها بين الشوارع وعلى الرغم من كون الثعلب كائن صامت في أغلب الأحيان إلا أن يطلق على على صوت الثعلب اسم الضبّاح، تم رصد العديد منها مثلا حول كاتدرائية القديس بول، لكن لماذا تحوي العاصمة على العديد من الثعالب؟
بدأ ظهور الثعالب الحمراء في المدن بعد فترة الحرب العالمية الأولى. "أنظمة المواصلات والنقل الحديثة سمحت للناس للعمل في مكان والسكن في مكان آخر، والمنازل في الضواحي تم بناءها في مناطق هي بالأصل مناطق ريفية تعتبر مأوى للحيوانات منها الثعالب. تأقلمت وتكيفت الثعالب بشكل سريع للعيش مع جيرانهم البشر، مستغلة وجود الحدائق العامة كملجأ لها".. قال ماثيو فيرث، رئيس جمعية حفظ الحياة البرية في لندن.
قدرت الجمعية عدد الثعالب المتواجدين في لندن لوحدها نحو عشر آلاف ثعلب ويعيشون داخل المدينة بشكل أكبر من ضواحيها. وكما تعودت الثعالب على التأقلم في مشاركة السكن مع البشر فقد انتشرت بشكل أوسع في مركز المدينة. "عدد الثعالب التي اتخذت من المدينة مقر لها قدد ازداد إلى حد بعيد في آخر ثلاثة عقود" قال فيرث. "الآن هنالك القليل من مناطق لندن التي لم تتواجد بها بعد".
ويحمل العيش في المدن بالنسبة للحيوانات مخاطرة عدة تواجههم، حيث 60% من تعداد الثعالب تموت سنوياً على الطرق من الحوادث. ومع ذلك يبدو أن عدد الثعالب في لندن يبقى ثابتاً، وتوفر لندن عدة مزايا. توجد فرص أكبر للطعام والملجأ في المدن أكثر من الضواحي.
عامةً يعيش الثعلب الأحمر حوالي من 12 إلى 15 سنة، إلا أن معدل النجاة لديها من سنتين إلى ثلاث سنوات أي تتعرض صغار الثعالب إلى الخطر الأكبر وكما قلنا أحد أهم أسباب موتهم هو حوادث السير (الدهس).
لا يبدو الثعلب خطيراً أو يشكل تهديداً كبيرا لسلامة البشر والمجتمع، وحتى أن الثعلب قد يحمل جراثيم نفسها يحملها كلب ما في منزل أحدهم. تزيد احتمالية تعرضك لهجوم من كلب شرس أكبر من ثعلب. وهجوم الثعالب نحو الأطفال نادر جداً على الرغم من تغطية حدث الهجوم على الإعلام بشكل مكثف.
إليك آراء بعض سكان مدينة لندن:
غرايس Grace واحد وعشرين عاما 21,
تحب رؤية الثعالب لكن تتمنى لو كانوا أكثر هدوءاً. قالت لموقع مترو:"إنهم كائنات جميلة وأحب مراقبتهم ليلاً. إلا أنهم يصرخون عالياً في الليل خصوصاً في موسم التزاوج مما يوقظ كل الشارع، كما أنني لا يمكنني تربية الخنازير في حديقتي لأنها ستكون فريسة سهلة لهم".
ستيف Steve اثنان وستون عاما 62,
هو معجب كبير بالثعالب وحتى انه قام بتربيتهم. يقول ستيف: " لدينا عائلة من ست إلى ثمانية ثعالب تأتي إلى حديقتنا كل يوم لنطعمها. انهم الان نائمين داخل قوارير النباتات وأطعمهم أنا وابني، حتى كلبنا في المنزل انسجم معهم، كائنات جميلة"
لكن ماذا عن رأي مخالف، هل يشعر السكان بالأمان؟
سويراف Saurav ستة وثلاثين عاما لا يحب الثعالب بالمرة.
"الثعالب في المناطق المدنية مصدر إزعاج وقلق كبير. يزداد عددهم بوتيرة مخيفة وعلى السمؤولين التدخل ومحاولة تعقيمها لعدم انجاب الكثير منها أو وضعها في محميات. أنها قد تنقل فيروسات وأمراض خطيرة كما أنها تلوث الشوارع عندما تنبش في الحاويات. ومصدر خوف للأطفال، أقول يجب الحذر منها".
شكرا لحسن القراءة