يربط الكثيرون بين القهوة والثقافة والكتب لدرجة يصعب الفكاك منها حين يقولون إن كل مثقف معاصر يجب أن يكون محبا للقهوة (المصنعة بالتحديد وليس العربية)، أو أن تكون القهوة عنصرا هاما في روتين حياته اليومية .. وقد كان لعدد من كبار المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء والكتاب دور في هذا التوجه وفي تسويق شرب القهوة من حيث لا يشعرون حتى حصل نوع من التنميط والربط بين القهوة من جهة والثقافة والكتب من ناحية أخرى.
ودفع هذا التنميط تيارا واسعا من الناس إلى الرغبة في الدخول ضمن تصنيف المثقفين عبر التظاهر بشرب القهوة، شجعهم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي حيث انتشرت صور أكواب القهوة وإلى جانبها كتب أو روايات أو صحف مع ورود أو خيال مطر أو سماء زرقاء أو ملبدة بالغيوم، حتى اشتهرت مقولة (إذا أردت أن تصبح مثقفا فاشرب القهوة). ولو بحثنا داخل بعض وسائل التواصل عن وسم (قهوة) أو (coffee) لوجدنا ملايين صور أكواب القهوة المنمقة والجميلة، كثير منها إلى جانب كتب أو صحف أو أقلام. ومما تم تداوله من طرف في هذا الصدد أن أحدهم اشتكى أنه يشرب القهوة لسنوات ولم يصبح مثقفا، فقيل له (جرب أن تحتسيها) !