هُو كِتابٌ مُناسبٌ لِمن يُحب قِراءَة كُتُب عِلم النّفس، ولِمَن يُعاني مِن الخَوف بحياته ويَأمل أن يَتخلّص مِنه، فهو كتاب يهدف إلى مساعدة الأشخاص من التّخلّص من المخاوف في حياتهم والوصول إلى حالة نفسيّة مريحة.
يَشمَلُ الكِتابُ مَجموعةٍ مِن الإرشاداتِ والمَهاراتِ سَهلةِ التّطبيقِ للتخلّصِ من الخوفِ مِثل كَيف تُحدد الأشخاص الذين يَستَحقون نَيل ثِقَتك واللذين لا يستَحقونها؟ كَيف تتغلّب على مَخاوفك مِن المُستقبَل؟ كيف تَصِل إلى الرّاحة النّفسيّة؟ وكَيف تَشعر بالأمان في حالات الخَطر؟
ويُعدّ هذا الكتاب أيضاً من كتبِ تنميَةِ الذّات فهي تَبحث عن العواملِ المُختلِفَة لِقلقِ الإنسان سواء أكانت مادّية أو اجتماعية، وعن الخوفِ من الحديثِ أو الخطابِ أمام الآخرين أو القلق اتجاه الشّعور بعدمِ الأمانِ، فالهدف من الكتابِ الوصولُ إلى الحُريّة النّفسيّة في الحَياة.
مُؤلّف هذا الكِتاب هو جوزيف أوكونور، بَدَأ كِتابَه بِتعريف الخَوف "إحساس أساسي عند الإنسان، والغايَة مِنه حِماية الأفراد، وله نَوعان هُما الحقيقي والخيالي"، ثمّ ذكر نوعين من أنواعه وهما الخَوف الحَقيقي والخَوف الخَيالي، وفرّق بَينهم بِأنّ الحَقيقي نَاتج مِن حدوثِ خَطر حَقيقي يَحتاج إلى إجراءٍ معينٍ لتجنّبهِ، أمّا النّوع الثّاني فهو الخَيالي المَبني على الخَوف الخَيالي من المستقبل ومِن وقوع بَعض الأمور وانعدام الأمن.
اعتمد هذا الكِتاب على معلوماتٍ كثيرةٍ تمّ استنباطُها من البرمجةِ الفكريّةِ للتّجاربِ الحسيّةِ التّي تَهدفُ إلى تَحليل التّجارب الشخصيّة للأفراد مُعتمدةً على المَشاعر الحسيّة وإلى مَعرفة السّبب وراء اختلاف المَهارات والمَواهب بين الأفراد المتمتعين بنفس المعرفة، هذه البرمجة مبتكرة منذ السبعينيّات في أمريكا.
تُشير البَرمجة الفكريّة إلى أن المَخاوف لدى الإنسان ناجِمة عن تَجاربنا أو تَأثرنا أو استماعنا إلى الأصدقاء والأهل وإلى المَعلومات الخاطئة، ولكي نَتخلص مِنها علينا تَغيير طريقة تفكيرنا.
يركز الكتاب على الأفكار التالي:
1. الخوف عادة 2. لغة الخوف 3. العبارات المثبّتة 4. التّمرين الذهني 5. الترابط والفصل 6. القوانين التسع للشعور بالأمان 7. الرّاحة النّفسية
فيُعتَبر الخوف عادة لأننا نَشعر به عِندما نَمُر بِنفس التّجارب التي مَررنا بها بالماضي، فإذا تَعرّضنا لها مَرّة أخرى بالمستقبل شَعرنا بالخوف وكأنّه عادة، مِثل رُكوب الطّيارة أو رؤية الحَشرات أو الظّلام (انقطاع الكهرباء)... إلخ.
أما الخوف لغة، فهو عِندما تُحدّث نَفسك بمخاوفك المُرتبطة بِحدث أو مسألة مُعينة وكذلك حديثك للآخرين عن المَخاوف التي تَحملها، لذلك الحَل هو أن تُحدّث نَفسك بعباراتٍ تُزيل هذه المخاوف مثل "أما لست خائفاً"، "أنا مطمئن"، وألا تفصح لغيرك عن مخاوفك.
حاول أن تَكتب عِبارات مثبّتة في مَكان ما وبِخط واضح، كرّرها قبل أن تخوض في مسألة مخيفة بالنّسبة لك، كأن تكتب "أنا أحب الحدث أمام الآخرين"، "أنا واثق من دِراستي ومُتمكّن منها".
التّمارين الّذهنية مُهمة جدّاً أيضاً للتّخلص من المَخاوف، فحاول أن تمرّن نفسك على الاسترخاء، والتركيز على الرّغبات، التركيز على التّفاصيل ومجرى الأمور لا النّتيجة.
أما بالنّسبة إلى التّرابُط والفَصل فيكون بالنّظر إلى الأمور بِشّكل مَوضوعي وفَصلها عن النّفس وبذلك نقوم بتقييم الأمور وتعلّمها.
وذكر الكتاب كذلك تسعة قوانين للشعور بالأمان، بعض منها هو وضع خطة في حالة حدوث غير المتوقّع، الشعور بالثّقة والسّيطرة يزيد من الأمان، اتبع حدسك فهو قد ينذرك بأشياء لا يمكن للنفس أن توصلك إليها... إلخ.
وأخيراً تَكون الرّاحة النّفسيّة عِندما لا نَجعل الخَوف يُسيطر علينا ويحيط بنا من كل الجِهات، وهذا سيخلّصنا من القَلق والأرق وأشياء سيئة في حياتنا.
هذه أهم أفكار هذا الكِتاب المُتعلّقة بالخوف وَكيفيّة التّخلّص مِنه للوصول إلى الحُريّة النّفسية.