ما حكم ممارسة اليوغا والتأمل في الإسلام؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 حكم الإسلام في ممارسة اليوغا: محرم ولا يجوز وذلك يعود للأسباب التالية: 
1- لأن اليوغا فهيا خلل عقدي وتمس عقيدة التوحيد فأتباعها يسجدون للشمس من دون الله تعالى، قال الله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) الزمر/ 65 

2- لأن فيها تشبه بالوثنيين، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن تشبَّه بقوم فهو منهم) رواه أحمد 

3- لأن في ممارستها ضرراً صحياً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا ضرر ولا ضرار) رواه أحمد 

4- لأن فيها ضياع للوقت في أمور شركية وغير مفيدة صحياً ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه) رواه الترمذي 

5- لأنها تدعو إلأى العري والتشبة بالحيوانات.

6- لأن ممارستها تؤدي إلى الوقوع في تعاطي المخدرات والإدمان عليها .

7- لأن فيها استعانة بشياطين الجن والسحرة والمشعوذين.

8- ولأن الوصايا التي يوصى بها دعاة اليوغا : وصايا ضارة ، ومؤذية للإنسان، والتي منها :
أ. العري : وما يسببه من أمراض بدنية ونفسية وجنسية وحضارية .
ب. تعريض الجلد للشمس: لا سيما عندما يكون التعريض للشمس طويلاً ، وهذا فيه مضار للإنسان لضربة الشمس وغيرها.
ج. تركيز النظر إلى قرص الشمس، وهذا فيه خطر شديد على العين .
د. التشجيع على الحمية النباتية التي ما أنزل الله بها من سلطان .

- وممارسة اليوغا : هي معتقد وثني هندوسي وبوذي فهي رياضة روحية وبدنية وتعني إتحاد الإنسان مع الروح، ويراد منها ابتداء الفناء، والاتصال بالله تعالى !! وتعني إتحاد بين الجسم والعقل والله تعالى !!
- واليوغا : هي عبارة عن طريقة فنية تقوم على ممارسة بعض التمارين التي تحرر النفس من الطاقات الحسيَّة والعقليَّة، وتوصلها شيئاً فشيئاً إلى الحقيقة
-  وتحتوي ممارسة اليوغا طقوس دينية يترتب على من يقوم بها أن يسجد للشمس بثمانية أعضاء هي  : القدمين والركبتين واليدين والصدر والجبهة. وأن يستقبل الشمس بجسمه عند شروقها ويركز نظره على نصف قرص الشمس

 - أما كيفية ممارسة اليوغا فهي : أن تتأمل جسمك مليّاً ، وأن تفكِّر وتنظر في كل عضو من أعضائك، ويكون ذلك بدءاً من أصابع الأقدام، وصعوداً إلى االرأس،عند الاستيقاظ من النوم وقبل مغادرتك الفراش، وبالعكس من الرأس ونزولاً حتى أصابع الأقدام قبيل النوم ، ولا يجوز أن تنسى أو تنشغل عن هذا العمل الهام !! .
 
- أما التأمل والتفكر في الإسلام فهو مشروع ، بل هو عبادة يؤجر عليها المسلم ، قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) سورة آل عمران (190-191)

قال ابن القيم في كتابة مفتاح دار السعادة : فالفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة، ومثال ذلك إذا أحضر في قلبه العاجلة وعيشها ونعيمها وما يقترن به من الآفات وانقطاعه وزواله، ثم أحضر في قلبه الآخرة ونعيمها ولذته ودوامه وفضله على نعيم الدنيا وجزم بهذين العلمين أثمر له ذلك علما ثالثا وهو أن الآخرة ونعيمها الفاضل الدائم أولى عند كل عاقل بإيثاره من العاجلة المنقطعة المنغصة... وهذا يسمى تفكرا وتذكرا ونظرا وتأملا واعتبارا وتدبرا واستبصارا، وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتتفرق في آخر... يسمى تأملا؛ لأنه مراجعة للنظر كرة بعد كرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبه... فالخير والسعادة في خزانة مفتاحها التفكر، فإنه لا بد من تفكر وعلم يكون نتيجته الفكر وحال يحدث للقلب من ذلك العلم، فإن كل من عمل شيئا من المحبوب أو المكروه لا بد أن يبقى لقلبه حالة وينصبغ بصبغة من علمه، وتلك الحال توجب له إرادة وتلك الإرادة توجب وقوع العمل، فها هنا خمسة أمور الفكر وثمرته العلم، وثمرتهما الحالة التي تحدث للقلب، وثمرة ذلك الإرادة، وثمرتها العمل، فالفكر إذا هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها، وهذا يكشف لك عن فضل التفكر وشرفه، وأنه من أفضل أعمال القلب وأنفعها له حتى قيل تفكر ساعة خير من عبادة سنة، فالفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد والقناعة، ومن سجن الدنيا إلى فضاء الاخرة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم ورحبه، ومن مرض الشهوة والإخلاد إلى هذه الدار إلى شفاء الإنابة إلى الله والتجافي عن دار الغرور، ومن مصيبة العمى والصمم والبكم إلى نعمة البصر والسمع والفهم عن الله والعقل عنه، ومن أمراض الشبهات إلى برد اليقين وثلج الصدور، وبالجملة فأصل كل طاعة إنما هي الفكر، وكذلك أصل كل معصية إنما يحدث من جانب الفكرة.