القاعدة العامة أن شراء بضاعة الكفار والمتاجرة معهم مباحة لكن بشرطين :
1. أن تكون البضاعة مباحة ليس فيها محرمات كالخمر والخنزير وما حرمته الشريعة عموماً .
2. ألا يكون فيها ضرراً مباشراً على المسلمين ، كبيعهم السلاح أو ما قد يستخدموه في أذى المسلمين وحربهم وإدخال الضرر عليهم .
وهذا في الوضع العام ، أما إذا كان هناك وضع استثنائي يدعو إلى منع التعامل مع الكفار وشراء بضائعهم عموماً وكان في ذلك مصلحة شرعية ظاهرة مثل إغاظة الكفار وكفهم عن عدوانهم ومنعهم من التطاول على المسلمين ، ولم يكن في هذه المقاطعة ضرر أكبر على المسلمين فإن مثل هذه المقاطعة تكون مشروعة وهي في أقل أحوالها مستحبة وقد يتكون واجبة .
وهذا هو حكم مقاطعة المنتجات الفرنسية فأقل الأحوال أن ذلك مستحب أو واجب ، لما في ذلك من إغاظتهم في دنياهم وإظهار الإنكار عليهم وإظهار بغضهم والبراءة منهم وعداوتهم ، وإدخال ضرر ولو بسيط عليهم في دنياهم ، وهذه مصالح شرعية ومقاصد محمودة دعت إليها الشريعة ولا شك .
وهذا أقل ما يمكن رداً على عدوان نصارى فرنسا على ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام ، وأقل واجبنا نحو نبينا عليه الصلاة والسلام وإلا فالواجب أعظم من ذلك بكثير !
وقد ظهر غيظهم وتضررهم من مقاطعة المسلمين لهم على الإعلام حتى خرج رئيسهم المأفون يقول أنه لا يجب عليك مقاطعة بضائعنا بل يجب عليكم شراؤها !
وأما قولك ليس عنها بديل ونحن مضطرون لشرائها : فغير صحيح ، بل كل بضائعهم يوجد بدائل كثيرة عنها ، ولا يقال هنا نبحث عن الجودة! أفلا يستحق نبينا عليه السلام منا مقاطعة بضائعهم على الأقل !
ولنعتبر أن بضائعهم انقطعت من السوق وانكسرت شركاتهم ، ألن نعيش بعدهم !
ولقد أفتى بعض العلماء بوجوب هذه المقاطعة مثل ما أفتاه الشيخ عبد الله بن جبرين ، حيث جاء في فتوى رحمه الله :
" لا يجوز شراء بضائع شركات الدول الكافرة التي عرف عنها الكفر الصريح بالله وكتبه ورسله، ولعن المؤمنين والسخرية بهم، ولعن الصحابة وعلماء الأمة، فيحرم شراء بضائعهم، وصناعاتهم كلها، صغيرها كالإبر والملاعق، وكبيرها كالسيارات والطائرات، وسوف يجد المسلمون ما يقوم مقامها، وبشرائها تقوى معنوياتهم، ويتمادون في غيهم، ويستضعفون المسلمين، ويظهرون أن المسلمين أهل غباوة وجهالة، حيث يتعاملون مع أعدائهم، فنقول: إن واجب المسلمين الاستغناء عن بضائع الدول الكافرة التي تعلن مسبة الله ورسله، وتكفر بالله ورسله، فالمسلمون والحمد لله أهل معرفة وذكاء، يعرفون أعداءهم وأصدقاءهم، فلا حاجة بهم إلى التعامل مع أولئك الأعداء، حيث إن هذا التعامل ينطبق عليه المثل الذي يقول: (سمن كلبك يأكلك)، وقد قال بعض الشعراء:
كل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين " .
" من أدلَّة المقاطعة الاقتِصاديَّة: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحَيهما، عن أبي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - أنَّ ثمامة بن أثال لمَّا أسلَم سافر إلى مكَّة للعُمرة، وقال لأهل مكَّة: "والله، لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتَّى يأْذَن فيها النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم"
ويمكن أن تراجع فتوى طويلة للشيخ رحمه الله حول هذا الموضوع على
هذا الرابط .والله أعلم