ما حكم الدعاء بقولنا عاجلاً غير آجل؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يجوز ذلك لثبوته في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب أن يكون ذلك على جهة الرجاء والطلب لا الاشتراط، مع العلم أن الأمر بيد الله وهو يعلم الخير ويقدره فلا تيأس إذا لم يتحقق ما دعوت به.

وقد رويت هذه العبارة في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمطر حيث قال:
(اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار، عاجلا، غير آجل) (رواه أبو داود)

وفي دعاء آخر علمه رسول الله لعائشة رضي الله عنها (اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم..) (رواه ابن ماجة).

فالدعاء بهذه الصيغة لا بأس بها ولا يعتبر من سوء الأدب مع الله، ما دام أن قولك له على جهة الرجاء والطلب فقط لا على جهة الاشتراط.

فالعجلة ومحبة الخير وسرعة حصوله فطرة في كل واحد منا، وكلٌ منا يرغب أن يستجاب له دعاؤه ويحصل مراده ومطلوبه، فطلبها من الله ورجاؤها منه ليس محذوراً ولا ممنوعاً.

ولكن عليك مع هذا الدعاء أن تنتبه إلى أمور :

الأول: أن تعلم وتوقن أن الأمر لله وحده فهو يقدر ما يشاء ويختار ويقضي فليس لك على الله حق واجب، وهذه الدنيا قامت على الابتلاء والاختبار، والله يبتليك بما يشاء ويقدر عليك ما تشاء.

الثاني: أن أمر المؤمن كله خير إن صبر عند البلاء وشكر عند النعماء والرخاء، فمهما قدر الله لك فهو خير لك إن كنت مؤمناً.

الثالث: أن الله لا يعجل عجلة عباده، فأنت تعتقد ان الخير لك في التعجيل ولو اطلعت على الغيب لعلمت أن تأخير هذا الخير أفضل وأحسن، ولو لم يكن في تأخيره إلا زيادة حسانتك ورفعة درجاتك وادخار هذا الدعاء أجراً لك يوم القيامة لعلمت أي خير في ذلك.
( وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

الرابع: أن تأخر الإجابة لا يجوز أن يصيبك بالقنوط أو الإحباط فتترك الدعاء، فهذه عجلة مذمومة يخسر صاحبها خيراً كثيراً بل عليك أن تلح أكثر وأكثر فإن الله يحب العبد اللحوح في الدعاء.

والله أعلم