ما حقيقة اقتراب النجم الطارق المذكور في القرآن الكريم من الأرض

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
علم اجتماع ديني
.
١٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يظهر من السؤال أن هناك لبس في فهم النجم المذكور في سورة الطارق، لذا من الأولى يتم فهم تفسير السورة وهذا ما سأبدأ به إجابتي لك.

النجم الطارق الذي تقصده ورد في سورة الطارق في الآيات: "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)".

حيث أن معنى الطارق: النجم الذي ينزل ليلاً، وفي هذه الآيات مخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أن الله عز وجل يقول له، أنه يقسم بالنجم وما يدريك ما هو الطارق الذي أقسمت به، ثم بالآية التي بعدها أخبره أن الطارق هو النجم ذو الضوء المتوهج والمتوقد. وفي بعض التفاسير قيل أن المقصود بالنجم الثاقب هو الكوكب المضيء.

ولهذه الآيات سبب نزول معروف، وهو أنه في أحد الأيام كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم عنده، فانحط نجم فامتلأ ماء ثم نوراً، ففزع أبو طالب فقال: أي شيء هذا؟ - يقصد النجم-، فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم:" هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله تعالى" فتعجب أبو طالب من ذلك، فنزلت هذه الآيات.

وفي بعض التفاسير، قيل أن النجم يقصد به كوكب زحل، وسمي بذلك لشدة بعده وارتفاعه، لأن الرب تقول للشيء إذا ارتفع كالطائر عند تحليقه، قد ثقب.

وهذه الآيات كما عبر عنها سيد قطب في ظلال القرآن، آيات ذات إيقاع واحد عنيف، وكأنها تقول لنا انتبهوا استيقظوا من غفلتكم، وكونوا واعيين لحيقة نهاية الدنيا وما نعيش فيه، وأن هناك حساباً ينتظر الجميع.

بهذا يتبين لك مقصود الآيات، وفي مقصدها الرئيسي تنبيه للإنسان من غفلته ليعمل لآخرته، وليست إنذاراً لوقوع نجم محدد بحد ذاته.