تتحدث هذه الآية الكريمة عن خلق الإنسان، ومعناها، أن الماء الدافق (أي المني) يخرج من بين الصلب والترائب، وعلمياً، فإن الصلب هو العمود الفقري والترائب هي أضلاع الصدر، ولكن قد يتبادر ذهنك التالي:
- من المسلمات العملية والطبية أن الجنين يتكون من التقاء الحيوان المنوي مع البويضة، والآية تقول بخروجه من بين العمود الفقري والصدر، وقد يخلق هذا حيرة عندك.
لذا دعني أخبرك بالمعلومة التالية، عند تكون الجنين فإن من أول ما يتشكل من جسمه هو العمود الفقري والصدر، وتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة، وعندما ينمو الجنين بجحمه تبدأ الخصية بالانحدار تدريجياً إلى خارج الجسم وتستقر في مكانها المعروف، وأما بالنسبة للمبيض فينزل إلى منطقة الحوض ويبقى هناك، ويكون بالشكل المعروف أيضاً.
وتبقى الخصية والمبيض تستمدان تغذيتهما من دماء وأعصاب من المنطقة التي خرجا منها وهي الصلب والترائب، لأن تغذية المبيض والخصية تأتي من الشريان الأبهر وهو شريان موجود بين الصلب والترائب، كذلك بالنسبة للمجموعة العصبية الموجودة في الخصية والمبيض فتأتي من بين الصلب والترائب.
وبهذا نفهم، أن أصول خلايا الخصية أو المبيض تتكون في ظهر الأم والأب وهما في طور الجنين، ثم تنقل الخصية من الظهر إلى الخارج والمبيص يستقر بالحوض.
وهذا من دلائل إعجاز الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان، لأنه لولا قدرة الله على جعل الخلايا تنقل من الصلب والترائب إلى مكانهما لتحولت إلى خلايا سرطانية غير نافعة.
والحكمة من تفصيل خلق الإنسان، أن ينتبه إلى قدرة الله وعظمته، ويكون سبباً ليقوى إيمانه، ويتعامل مع جسده على أنه نعمة عظيمة جداً من الله عز وجل يجب الحفاظ عليها ورعايتها، لأنها أمانة يسأل عنها الإنسان يوم القيامة.