ما تفسير قوله تعالى(ولمن خاف مقام ربه جنتان)

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هذه الآية رقم (46) من سورة الرحمن ومما قاله العلماء في تفسيرها : 
قال الإمام الطبري - شيخ المفسرين - في تفسيره : 
( القول في تأويل قوله تعالى : وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)
يقول تعالى ذكره : ولمن اتقى الله من عباده -فخاف مقامه بين يديه، فأطاعه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه - جنتان، يعني بستانين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وإن اختلفت ألفاظهم في البيان عن تأويله، غير أن معنى جميعهم يقول إلى هذا .
.. عن مجاهد، في قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )، هو الرجل يهم بالذنب، فيذكر مقام ربه فينـزع ..
..قال ابن زيد، في قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) قال: مقامه حين يقوم العباد يوم القيامة، وقرأ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وقال: ذاك مقام ربك..
.. عن قتادة قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) قال: إن المؤمنين خافوا ذاكم المقام فعملوا له، ودانوا له، وتعبَّدوا بالليل والنهار.. )
وهاتان الجنتان هما عند أكثر العلماء للمقريبن الذين هم أعلى درجة من أصحاب اليمين  كما جاء تقسيمهم وذكرهم في سورة الواقعة إلى : مقريبن ، أصحاب يمين ، الكافرين الضالين .
أما الجنتين الواردتين في آخر سورة في قوله تعالى ( ومن دونهما جنتان) فهما لأصحاب اليمين .
جاء عند الطبري ( قال ابن زيد، في قوله: ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) قال: جنتا السابقين، فقرأ ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ )، فقرأ حتى بلغ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ، ثم رجع إلى أصحاب اليمين، فقال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ، فذكر فضلهما وما فيهما.) .

وإذا تأملت في أوصاف الجنتين علمت أن الأوليين أعظم درجة ومنزلة فمثلا لما جاء ذكر الفاكهة فيهما عمم فقال ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) ، بينما في الأخريين عدد ولم يعم ( قيهما فاكهة ونخل ورمان ) .

والله أعلم