لنصل إلى فهم واضح متكامل لللآية، سنبدأ بالتطرق إلى الآية جزءاً جزءا، من خلال معرفة الكلمات المبهمة وتحليلها، ثم أنقل لك المقصود الكلي من الآية.
قال الله تعالى في سورة البقرة: " هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ والملائكةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ" الآية 210.
أولاً تفسير ظلل من الغمام:
منظوم من الياقوت مكلل بالجوهر. والآية تتحدث عن يوم القيامة، حيث أنها تصف مشهد من مشاهد يوم القيامة، وحال الناس وهم ينتظرون أن يأتي الله ويفصل بين العباد ويحاسب كل شخص منهم.
ومعنى قدوم الله بظلل من الغمام: أن الله يهبط يوم القيامة، وبينه وبين الخلق سبعون ألف حجاب، من هذه الحجب النور والظلمة والماء.
أما بالنسبة إلى مناسبة نزولها، فلم يرد ذكر لسبب نزول هذه الآية تحديداً، حيث أنه ليس لكل آيات القرآن سبب نزول خاص، وهذه من الآيات التي لا تتعلق بسبب نزول محدد.
وفيما يخص الحديث عن يوم القيامة وحال الناس فيها، ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " أن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدا واحدا، من آدم فمن بعده، فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد، صلوات الله وسلامه عليه، فإذا جاءوا إليه قال: أنا لها، أنا لها. فيذهب فيسجد لله تحت العرش، ويشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد، فيشفعه الله، ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشق السماء الدنيا، وينزل من فيها من الملائكة، ثم الثانية، ثم الثالثة إلى السابعة، وينزل حملة العرش والكروبيون، قال: وينزل الجبار، عز وجل، في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان رب العرش ذي الجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، قدوس قدوس، سبحان ربنا الأعلى، سبحان ذي السلطان والعظمة، سبحانه أبدا أبدا ".
المصادر
تفسير ابن كثير :
تفسير سورة البقرةإسلام ويب :
القول في تأويل هل ينتظرون إلا أن يأتيهم الله ..