يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" رواه البخاري.
- يبين لنا هذا الحديث القدسي أن الله تعالى يحب من الأعمال ما هو مفروض على المسلم بالدرجة الأولى . بحيث يتقرب المسلم إلى الله تعالى بالفرائض أولاً فأعظم قربة تتقرب بها إلى الله تعالى هو التقرب إلى الله تعالى بتأدية الفرائض التي أمرنا به الله تعالى.
- وبعد الفريضة ينبغي له أن يتقرب إلى الله تعالى بالنوافل ليرتقي بأعلى المراتب عند الله تعالى ، وكيف يغفل العبد عن التقرب إلى الله تعالى وقد علم بأن الله تعالى يتقرب إلى العبد بتقربه إلى النوافل ويحبه .
- فمن أهم الوسائل التي تزيد من التقرب إلى الله تعالى هي النوافل ، فكما ذكرنا أن المسلم إذا أدى النّوافل بعد الفرائض حقق الإيمان الصادق في نفسه، وبذلك يمنع نفسه من الشهوات التي تنساق إليه، وتصبح روحه معلقة لله تعالى ويزداد حبا في التقرب إلى الله لأن نفسه اعتادت على حب الله والتقرب إليه .
- ولأنه ذاق حلاوة ولذة مناجاة الله في أعماله وقد جعل نفسه لكل شيء يحبه الله تعالى ويرضاه
ويعرف هذا الحديث بحديث الولي ويقسم إلى درجتين :
- الدرجة الأولى: وهو العبد الذي اعتنى بالفرائض وحافظ عليها كما أمره الله تعالى والرسول عليه الصلاة والسلام وتجنب الآثام والمنكرات .
- الدرجة الثانية: وهي اعلى وأرفع من الدرجة الأولى كأن يكون العبد محافظا أتم الحفاظ على جميع النوافل المطلوبة والعبادات المفروضة معتنيا بالنوافل ومتقربا إلى الله تعالى بالنوافل .
أما كيفية العمل بهذا الحديث:
- المحافظة أولا على الفرائض المطلوبة من صلاة وصيام وزكاة وحج ، فكما ورد في الحديث الصحيح : عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئًا، أأدخل الجنة؟ قال: ((نعم))؛ رواه مسلم.
- الإكثار من ذكر الله تعالى كثيرا كمحافظته على إذكارات الصباح والمساء فالعلماء قالوا بأن الذي يحافظ على الإذكارات يعدو من الذاكرين الله كثير والذاكرات .
- المحافظة على قراءة القرآن الكريم باستمرار وأن يجعل له حفظ يسيرا قدر المستطاع
- الإكثار من الصدقات فهي من أعظم القربات إلى الله فإنها تطفئ غضب الله تعالى وتنجي المسلم من الهلاك
- التحلي بالخلق العظيم والاتسام بالمسامحة
- صيام النوافل كصيام الاثنين والخميس والأيام البض بقدر الاستطاعة
- قيام الليل وهي من أحب الأعمال تقربا إلى الله تعالى
- السعي إلى تفريج كربات الناس
- كفالة الأيتام
- عون المسلم إذا كان بحاجة للعون
- فالمسلم الذي يحافظ على التنفل في الطاعات والعبادات التي تتقرب بها إلى الله تعالى سينال محبة الله والبركة في حياته وينال معية الله في جميع أموره فينبغي للمسلم أن يتمسك بالنوافل ويزداد في طلبها، لأنها طريقه إلى نيل محبة الله تعالى ولنا في السلف والتابعين عبرة فقد دأبوا وداوموا على قيام الليل أربعَين سنةً، وكان منهم الصحابي سعيّد بن المُسيّب، وغيره من الصحابة وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (إِنَّ لِهَذِهِ الْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا، فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَخُذُوهَا بِالنَّوَافِلِ، وَإِنْ أَدْبَرَتْ فَأَلْزِمُوهَا الْفَرَائِضَ) ابن القيم الجوزية (في كتاب مدارج السالكين