ما تفسير الآية 23 و24 من صورة ص بشكل مبسط؟

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٣١ مارس ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
قال تعالى في سورة  ص على لسان نبي الله داود عليه السلام بشأن الملكين الذين تسورا المحراب : 
( إن أخي هذا له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) .
وإن للآية مقاصد من وراء شرح تفصيل الكلام، 
فلكي يطمئن نبي الله داود عليه السلام قال أحدهما إن أخي وهو لفظ مطلق على جنس عام من الأخوة سواء أخوة الدين أو الشراكة أو النسب. 
وصاحب النعجات الكثيرة يطلب نعجة واحدة 
من أخيه ويجادله بحجج لا يستطيع ردها 
وقيل هذا امتحان لنبي الله 
لقضية عرضت عليه فأسرع في الحكم وعندما أحس بمقصد السؤال خر راكعا لله وهو كناية عن السجود، 
وكان الخطاب الإلهي بعدها : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) .
وعن ابن عباس  رضي الله عنهما 
أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص  وقال :  ( سجدها داود عليه السلام توبة ونسجدها شكرا ) رواه النسائي .
ويؤخذ من الآيات أن لا يتجاوز أحد حقه إلى غيره وأن لا يلح في أخذ ما ليس له .
وأن لا يتسرع من هو في موقع الحكم والقضاء بين الناس والمسؤولية إلى إصدار حكمه دون التحقق والتبين من الأمر وسماع حجة الأطراف المتنازعة. 
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 ( إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض  وإنما أقضي بينكم على نحو ما أسمع منكم فمن قضيت له من حق أخيه فإنما أقطع  له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة ).

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/عبد-الرحيم-محمد-السفاريني
عبد الرحيم محمد السفاريني
باحث شرعي
.
٣١ مارس ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
قال تعالى :"   وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)  " سورة ص
أي أن خصمين دخلوا عليه دون استئذان في مكان عبادته

ثم قال :"  إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) سورة ص
فخاف منهما سيدنا داود عليه السلام لطريقتهما في الدخول
ثم طمأناه أنهما يريدان الفصل في قضية بينهما وطلبا منه العدل بينهما

ثم قال :"  إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) سورة ص
أي أن أخاه يمتلك تسعة وتسعين نعجة ( أنثى الخاروف) فأراد أن يشاركه في النعجة التي له وغلبه عليها وأخذها منه ظلما لقوته وجداله بالباطل

ثم قال :"  قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ  (24)  سورة ص 
فحكم سيدنا داود عليه السلام بظلم من يملك تسعا وتسعين لأنه ضم النعجة إليه وهو بغنى عنها وظلم بالتعدي عليه 
وقد سمع هنا سيدنا داود من طرف واحد ورغم قوته في القضاء وذكائه وفطنته في معرفة الظلم والظالم والمظلوم في القضية إلا أن الله تعالى أراد له أن يسمع من طرفين وهذا ( هو الفتنة أو الاختبار ) الذي اختبره الله تعالى لنبيه داود في هذه القضية 
وقد بين سيدنا داود أن الأغلب في الشراكة الظلم والبغي إلا المؤمنين المتقين وقليلا ماهم في موضوع الشراكة لكثرة التعدي فيها ..
فعلم سيدنا داود ذلك الاختبار فاستغفر وخضع لله تعالى ساجدا ورجع إلى وصية الله تعالى له في القضاء