ما تحليل رواية زينب وهل حقاً تعد أول رواية عربية؟

1 إجابات
profile/سارة-المجالي-1
سارة المجالي
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٧ سبتمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات

رواية زينب تعد الحجر الأساس الأول للرواية العربية بعد مراحل ومحاولات تمهيدية مر بها تاريخ الرواية، إذ تميزت بما يأتي:

  1. مناقشة الواقع ومحاولة التعبير عن المشاكل المتنوعة.
  2. التعبير عن الواقع بنهج ولغة يومية.
  3. التأثير على دوائر الاستجابة القرائية.


رواية زينب رواية رومانسية واقعية، تتناول الحب المصري وتدور أحداثها حول مجموعة من الريفيين، يعيشون تحت وطأة الاستعمار ويعانون منه.


صدرت الطبعة الأولى من رواية زينب عام 1914م، وقام بتأليفها الأديب والسياسي والكاتب محمد حسين هيكل، لم تصدر في البداية باسم "زينب" بل صدرت بعنوان "مناظر وأخلاق ريفية"، وذلك خوفًا من اتهامه بارتكاب ذنب أو خطأ لا يغتفر بتأليف رواية موضوعها عن الحب.


تم تقديم الطبيعة والمناظر على الأخلاق، فقد فضّل الطبيعة على البشر وأهدى روايته إلى مصر، إضافة إلى ذلك فإنّ الكاتب محامٍ والمجتمع لا يقبل من شخصية مرموقة الانخراط في العمل الروائي.


تدور أحداث الرواية حول ضياع حامد وقلقه عن بلوغ أمله وحلمه في علاقة عاطفية، وحامد يمثّل الشاب المثقف ابن مالك الأرض، ويعيش لفترة طويلة في المدينة ليكمل دراسته، وهو كثير الاندفاع حول علاقته بعزيزة، وما يزيد تعقيد الأحداث هو زواج عزيزة برجل آخر أجبرها أهلها عليه، ومن ثم تبدأ قصة حامد مع زينب بعد أن استسلم لقدره مع عزيزة، والتي تنتهي سريعًا إلى زواج زينب برجل آخر، ممّا يدفع حامد إلى الاختفاء، ويرسل إلى أبيه رسالة يحكي فيها سبب هربه.


تُحاول الرواية تصوير بؤس وحياة الريفيين وواقعهم المرير، ورفضهم للحب ومشاعر القلب، فهم لا يعترفون بشرعية الحب، ويتجسد ذلك بقصة زينب وحامد، فزينب فتاة جميلة جدا، يصفها الكاتب بوردة متفتحة ولوحة من لوحات الطبيعة إلا أن السعادة تنقصها.


إنّ الكاتب أعطى لروايته نهاية مأساوية، فزينب يصيبها المرض وتموت في فراش زوجها، وهي تهذي باسم حبيبها السابق، ويكون زوجها بحالة ذهول كامل وسكوت، فتموت على صوت صراخ أمها وتفارق هذه الحياة المريرة.


إنّ الريف المصري كان يعاني الكثير من المشكلات منها: الجهل والفقر والمرض، فالكثيرون من الأدباء لم يحسنوا التعبير عن هذه المشكلات، ويحسب لمحمد حسين هيكل هذا العمل الذي خلد التاريخ ونقل الرواية العربية إلى مكان مختلف ومهّد إلى مرحلة جديدة من الأدب، ومن دوافع تأليف الكاتب هذه الرواية ما يأتي:

  1. إحساسه بالواقع المصري وحبه الشديد وانتمائه لوطنه.
  2. حنينه إلى الريف، فيظهر ذلك في الكلمات والعبارات وطريقة السرد التي أبدع فيها الكاتب.


الجدير بالذكر أن الكاتب محمد حسين هيكل تأثّر بثقافة الغرب وفنونهم المتنوعة، وبشكل خاص تأثر بالكاتب الكبير جان جاك روسو والرومانسيين الغرب، كما يشار إلى علاقة هيكل بالمفكر والفيلسوف المصري لطفي السيد رائد الليبرالية وصاحب القومية المصرية؛ إذ أسهم ذلك بتعلق هيكل بمصر وكل ما يرتبط بها.