السلوك هو نتيجة التقوى ، والعمل الظاهر للإنسان هو نتيجة الإعتقاد والنية والفكر والمذهب .
- قوله تعالى : (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ) سورة مريم(18)
- فمريم عليها السلام عندما رأت أمامها بشراً خافت أنه يريد بها سوء ، فقالت هذا القول: أي إذا كنت تقياً فلا تقربني !فإني أعوذ أيها الرجل بالرحمن منك، أي : أستجير بالرحمن منك أن تنال مني ما حرّمه الله عليك ، فإن كنت تتقي الله في محارمه، وتخافه وتجتنب معاصيه فلا تقربني .
- والمعنى الآخر : إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تتقي الله في استجارتي واستعاذتي به منك .
- فتأثير التقوى على السلوك تأثير قوي جداً - لأن التقوى هي مراقبة الله تعالى في السر والعلن ،وهي المحاسب دائماً على نية وسلوك المؤمن الخارجي ، وهي بالنسبة للمؤمن أهم من الرقابة الإجتماعية التي يحسب كثير من الناس لها حساباً فقط .
ولهذا نجد كثير من النصوص القرآنية التي تحثنا على التقوى ، والتي تربط بين التقوى والسلوك والعمل منها :
1- قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) سورة الحشر 18
2- قوله تعالى : ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة أجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ) سورة الملك (12-13 )
3- قوله تعالى :( إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) سورة الحجرات 13
4- وفي الحديث يقول النبى صل الله عليه وسلم : ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذى
- فالخلق الحسن والسلوك الحسن هو نابع من التقوى التي في القلب .
- ولهذا كان تعريف الإيمان هو : تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالإركان ، فإذا نقص ركن من هذا التعريف إنتفى الإيمان عن الشخص .
- ومن القصص التي تبين لنا أثر التقوى على السلوك :
1- قصة الثلاثة الذين دخلوا كهفاً فجاءت صخرة كبيرة فأغلقت عليهم الكهف ، فقالوا لا ينجيكم من هذا الضيق إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم .... القصة .
2- قصة أمير المؤمنين مع راعي الغنم - فقد كان عمر رضى الله عنه مسافرا إلى مكة وفى الطريق التقى براع للغنم فقال له عمر أمير المؤمنين رضى الله تعالى عنه : بعنى شاة من هذا الغنم فرد الراعى : إنى مملوك , فقال له عمر ليختبر أمانته : قل لسيدك أكلها الذئب , فقال الراعى فأين الله ؟ فبكى عمر رضى الله عنه ثم ذهب معه واشتراه من سيده وأعتقه " وحرره من العبودية " وقال له أعتقتك هذه الكلمة فى الدنيا وأرجو أن تعتقك فى الآخرة .
3- قصة المرأة وإبنتها في غش الحليب وخلطه مع الماء - حيث كان عمر رضى الله تعالى عنه يطوف بالليل ليتفقد أحوال الرعية وشئونهم وإذ به يسمع صوت إمرأة من وراء جدار تطلب من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء قبل بيعه فى الصباح وسمع الفتاة وهى ترد على أمها بأن أمير المؤمنين قد أصدر قرارا بمنع خلط اللبن بالماء ؟ والأم تقول لأبتها لا عليك فنحن فى موضع لايرانا فيه أمير المؤمنين , فردت البنت قائلة إن كان عمر لايرانا فرب عمر يرانا !!! ففرح عمر رضى الله تعالى عنه بهذه الفتاة وإخلاصها ومراقبتها لله تعالى وأرسل فى الصباح يخطبها لإبنه عاصم .