المقصود بقوله تعالى :( إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ )
جاء في تفسير الآية تأويلات عدة تتحدث عنها فقال علماء التفسير أن المقصود بها:
- أن من تدعون من الله من الآله كمثل من ادخل يده في الماء وهو عطشان دون أن يخرج منها شيء لهه وهذا مثل من يدعوا من دون الله .
- والعرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلا بالقابض على الماء، قال بعضهم:
فــإنِّي وإيَّــاكُمْ وَشَــوْقًا إلَيْكُــمُ *** كَقَــابِضِ مَــاءٍ لَـمْ تَسِـقْهُ أَنَامِلُـه
يعني بذلك: أنه ليس في يده من ذلك إلا كما في يد القابض على الماء, لأن القابض على الماء لا شيء في يده . وقال آخر:
فَـأَصْبَحْتُ مِمَّـا كـانَ بَيْنِـي وبَيْنهَـا *** مِـنَ الـوُدِّ مِثْـلَ القَـابِضِ المَاءَ بِاليَد - أن المقصود بقوله تعالى : (كباسط كفيه إلى الماء) كمثل من يدعو الماء بلسانه اي يطلبه بالكلام و يشير إليه بيده ولا يصله أبدا .
- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج. عن ابن جريج, عن مجاهد مثل حديث الحسن عن حجاج قال ابن جريج: وقال الأعرج عن مجاهد: (ليبلغ فاه) قال: يدعوه لأن يأتيه وما هو بآتيه, فكذلك لا يستجيب مَنْ دونه .
ومعنى الكلام : أن هذا الذي يبسط يده إلى الماء ، إما قابضا وإما متناولا له من بعد ، كما أنه لا ينتفع بالماء الذي لم يصل إلى فيه ، الذي جعله محلا للشرب ، فكذلك هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله إلها غيره ، لا ينتفعون بهم أبدا في الدنيا ولا في الآخرة; ولهذا قال : ( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )
معلومات عن سورة الرعد
- من السور المدنية التي تقرر وحدانية الله تعالى والرسالة والبعث والجزاء .
- تدور السورة حول محور مهم هو أن الحق واضح بيّن راسخ وثابت والباطل ضعيف زائف خادع مهما ظهر وعلا على الحق ببهرجهه وزيفه .
- عرضت السورة للمتناقضات الموجودة في الكون في آيات عديدة منها الرعد فهو متناقض بحيث أنه يبعث الخوف ظاهريا لكنه يحمل الخير والبركة من الأمطار .
- تبدأ السورة بقضية الإيمان بوجود الله ووحدانيته ومع سطوع الحق ووضوحه إلا أن المشركين كذبوا بالقرآن وجحدوا وحدانية الرحمن .
- ختام السورة تشهد للرسول بالنبوة والرسالة وأنه مرسل من عند الله.