كثير من الناس يتساءل؛ هل يجوز أن ندعي لأحد ونقول: جعل الله الجنة مثواك؟ أم المثوى خاصّ بالكافرين، لقوله -تعالى-: (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ)، "سورة الزمر: 60" وغيرها من الآيات التي تنص على أن جهنم مثوى المتكبرين. وهل كلمة مثوى خاصة، بالكافرين، ومأوى تخص المسلمين؟
الصحيح، لا فرق بين كلمة مأوى ومثوى، كلتا الكلمتين يمكن أن تقال للجنة وللنار، فتقول: الجنة هي مثوى المؤمنين، والنار مأوى الكافرين، والأدلة، فيما يأتي:
- وصف الله تعالى الجنة بالمأوى، ووصف النار بالمأوى في آيات متتابعات في سورة النازعات، قال الله -تعالى: (فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى). "سورة النازعات: 37-41"
- لما ذكر الله تعالى إحسان العزيز إلى يوسف، إذ قال لزوجته (وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ) ، "سورة يوسف: 21" ولو كان لفظ المثوى لا يستخدم إلا للعذاب والسوء؛ لما وصفه بالإكرام.
- وصف الله الجنة بالمثوى، في قول الله تعالى: (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، "سورة محمد: 19" وتفسير مثوى عند بعض المفسرين؛ هو المصير الأخروي؛ إلى الجنة أو إلى النار، يعني مصيركم -أيها الناس- إما مثواكم الجنة، وإما مثواكم النار.