يكمن الفرق ما بين كيد النساء والرجال بالهدف الذي يظهر من أجله وبطبيعة الدوافع المحركة له، فغالبًا ما يكون الهدف من كيد النساء تحقيق أمر فيه نوع من العاطفة وتحقيق أمر إيجابي يتعلق بالعاطفة أما الرجال فالكيد لديهم قد يكون الهدف منه الانتقام وإلحاق الأذى والضرر، ومن هنا يمكن القول أن كد الرجال قد يكون أثره أكبر وأعظم من كيد النساء على أرض الواقع.
إن كيد الرجال والنساء على الحالتين ورد في الإرث العقدي إن صح القول لاخوة سيدنا يوسف عليه السلام ومن قبل امرأة العزيز، لمن ينكر وجود الكيد لدى الرجال، فالرجل يكيد وبطريقة كبيرة أيضا.
يمكن أن أبين كيف يظهر كيد الرجال مقابل كيد النساء وكيف يمكن أن أقول أن كيد الرجال أعظم:
كيد الرجل: نتيجة طبيعة التفكير لدى الرجل يمكن القول أن الكيد الصادر عنه هو صادر عن سبق إصرار وترصد، ويهدف منه تحقيق أهداف مدروسة بشكل دقيق إما على المستوى الشخصي أو المالي أو العاطفي أو الفكري أو الاجتماعي، وهو يحاول تحقيقه بكافة السبل والطرق، ولا يمكن إيجاد في أي مرحلة من مراحل الكيد والتخطيط وتحضير الخديعة والمكر أي نوع من أنواع الرحمة والعواطف الإيجابية.
فالعقل هو الحاضر الأول لدى الرجل مما يعني أن الدوافع وراء كيد الرجل هي دوافع فكرية بحتة، وهنا نجد أن الأثر عظيم وكبير، ومن أهم الدوافع التي تحرك الكيد لدى الرجل، الشعور بالمذلة وعدم الكفاءة، وجود مشاعر الغيرة والحسد، الشعور بالعجز في لحظة معينة والرغبة في تلقين الدروس والحصول على الانتقام المناسب.
أما كيد النساء فهو ظاهر عن مجموع العواطف والانفعالات المختلفة والتي يكون الهدف منها في الغالب الحصول على نمط من أنماط الثبات في العلاقات أو الشعور بالأمن، غالبًا المرأة تُحكّم العاطفة أمام العقل ويكون مبتغاها الحفاظ على نفسها وعلى الآخرين خاصة إن كانت زوجة أو أم، على عكس الرجل والذي يكون الهدف من الكيد لديه تحقيق هدف شخصي.
ونتيجة هذا الأمر قد نجد أن كيد النساء فيه قدر من الخلل وقد لا يترك الأثر الأكبر كما هو الأمر في حال تحكيم العقل في اتخاذ القرارات الكيدية، ومن أهم الدوافع لكيد المرأة الشعور بالحب، فرض السيطرة على الحياة وخاصة الحياة الزوجية، التحكم بالامن الأسرى، الشعور بالأمن النفسي والتخلص من المنافسة (الغيرة).