كلمة "كلّ" تحمل معنى الكليّة والشمول، وتحتمل الاختلاف بين الأجزاء التي تحيط بها، فلا يُشترط التّرابط أو الانسجام والاتّساق بين هذه الأجزاء، ويسري الحكم في الجملة على أجزائها جزءًا جزءًا على اختلافها، كقول الله تعالى: "إنّ الله على كلّ شيءٍ قدير."
كلمة "جميع" تحمل معنى الاجتماع والاتّساق، ويُقال إنّه يُشترط انسجام أجزائها بحيث لا يمكن تبعيضها أو تفرقتها، ومن ذلك قول الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا." وتحمل كذلك وجه أن يكون لها معنى الاجتماع فقط، بغضّ النظر عن الاتّساق أو الاختلاف بين أجزائها، كقول الله تعالى: "فإذا هم جميعٌ لدينا مُحضرون."
كلمة "كافة" أقرب إلى معنى "جميع"، حيث تجمع أجزاءً متّسقة ومترابطة لا اختلاف كبير بينها، كقول الله تعالى: "وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة"، وهذه الكلمة لا تأتي في اللغة إلا بعد موصوفها، ولا تضاف إلى كلمةٍ بعدها، فنقول: النّاس كافّة، ولا نقول كافّة الناس.