الحب عبارة عن مشاعر تتطور نتيجة وجود عوامل معينة بين الشخصين أو بين شخص ومجموعه أو بين مجموعه وشخص، وفي الحب يتم:
- تعظيم الصفات الإيجابية للشريك.
- الشعور بالبهجة والسعادة الغامرة.
- التأثر بالآخر من ناحية المعتقدات والأفكار والتوجهات.
بينما التفاهم هو عبارة مظهر سلوكي فكري قد يكون خالي من الشاعر بين شخصين أو بين مجموعة وشخص أو العكس. وفي التفاهم:
- يتم النظر للأمور بموضوعية دون استخفاف أو تعظيم.
- لا يوجد مشاعر في التفاهم فهو غالبًا حيادي مما يجعل نتائجه غالبًا منصفة وغير عنصرية متحيزة.
- لا يمكن فيه فرض تأثير المعتقدات على الآخر لأنه فيه مراعاة وتوازن بين الطرفين.
قد يكون هنالك تداخل ما بين الحب والتفاهم وفي مرحلة ما قد لا يتمكن المرء من التفريق بينهما أو النظر لأحدهما دون الآخر.
ولكن في أحقية البقاء والجدارة هنا يمكن القول:
- الحب دون التفهم عبارة عن أنانية وجشع مما يعني عدم بقاء الحب في حال اختفاء التفاهم. وهنا نجد أن التفاهم أجدر في البقاء.
- التفاهم عامل أساسي من عوامل تطور الحب. ومن هنا يمكن القول وبصريح العبارة أن الحب دون تفاهم لا يمكن أن يدوم لأن في مراحل لاحقة قد تصبح العلاقة بمثابة السجن المعنوي لكلا الطرفين في حال غياب التفاهم.
حيث تستمر العلاقات بالتفاهم دون حب إلا أنها لا تسمر بالحب دون تفاهم.
- محاولة فهم والتفاهم مع شخص ما عملية معقدة مما يعني تقديم الوقت والجهد والفكر وهذا الأمر مقابل الحب أجدر بالبقاء والاستمرار.
- في التفاهم يمكن رؤية الذكاء العاطفي فالشخص قادر على تحقيق توازن بين ما لديه وما لدى الطرف الآخر.
بينما في الحب قد نرى مظهر من مظاهر الأنانية والتمركز حول الذات ومحاولة إرضاء الجانب النفسي مقابل ما للآخر من احتياجات.
- التفاهم يعني القدرة على فصل الأشخاص واحترام الكيان الخاص والوجود الفردي وبالتالي القدرة على تلبية الاحتياجات المختلفة ومعالجتها في حال وجود أي ضرر أو خلل.
أما الحب هو التحام بين شخصين لا يوجد فيه تفرقة ما بين الحاجات الخاصة والفردية.
فحسن علم النفس الحب هو الحالة التي يكون فيها الفرد محقق لحاجات الاهتمام والحماية والاثارة ضمن الحالجات الشخصية بالمقام الأول وليس ضمن الحاجات الفردية للشخص الآخر.
فكل شخص ضمن الحب يتصرف بما لديه من دوافع وليس بما لدى الآخر من دوافع.
ومن هنا يمكن القول أن التفاهم أشمل من الحب أو هو المضلة التي يقع ضمنها الحب، هو الأجدر في البقاء للحفاظ على العلاقات الاجتماعية بما يحقق توازن صحي نفسي عقلي جيد.