الفرق الوحيد بين المنتجات الإلكترونية وغيرها، أنها منتجات تصنع من الألف إلى الياء باستخدام الموارد، والآليات الرقمية فقط، حيث لا وجود لتصنيع مادي ملموس لها إنما تصنع وتروج وتباع وتشترى من خلال الحاسوب فقط. مثال عليها التطبيقات الحاسوبية المختلفة، الصوتيات، ألعاب إلكترونية، كتب رقمية، الرسومات والتصاميم الجاهزة، وغيرها.
الآن ركز معي، إن المنتجات الإلكترونية كأي منتج آخر تمر بمراحل تكوين المنتج الاعتيادية وعملية الإنتاج بشكل عام تعمل على تحويل مجموعة من الموارد والمدخلات الغير مترابطة إلى مخرجات جاهزة ومرتبة بطريقة ما لتلبي حاجة أو هدف ما.
وبهذا يكون أمر حتمي أن تحتاج أي عملية إنتاج في العالم إلى وجود إدارة عالية المستوى تراقب مجريات الإنتاج بجميع خطواته، لتتمكن من الوصول إلى هدفها المرسوم، ويجب على هذه الإدارة أن تغطي جميع مراحل الصنع والإنتاج من اللحظة التي يكون فيها المنتج مجرد فكرة، إلى مرحلة التخطيط وبناء الفهم الأولي، ثم البدء بجمع المواد الأولية إن كان منتج ملموس وبناء الخوارزميات الأولية اللازمة إن كان منتج إلكترونيا، ومن ثم متابعة كل مراحل تطويره خطوة بخطوة حتى يصل إلى مرحلته الأخيرة ويصبح جاهز للبيع والتداول.
ويمكن قياس نجاح إدارة الإنتاج من عدمه حينما يتم استغلال كل الموارد المتاحة بأفضل الطرق وأقلها هدرا بأسرع وقت ممكن، حيث يقلل هذا من التكلفة الإنتاجية عليك مما يتيح لك تحديد السعر مناسب ينافس الأسعار المطروحة مسبقا.
وبذلك أتوقع أنك لاحظت أن فكرة إدارة المنتجات سواء كانت منتجات عادية أو إلكترونية هي فكرة واحدة، لكن طبعا تختلف الإجراءات والخطوات من خطوات مادية تتعامل مع مواد ملموسة إلى رقمية تتعامل مع معلومات وملفات مترابطة. فلو افترضنا أننا ندير مراحل إنتاج قاموس للغة الإيطالية، في حال كان هذا القاموس ورقي، فإننا سنبدأ بجمع وكتابة البيانات التي ستكتب في القاموس، ورق، حبر، تصميم للغلاف وحجمه، تحديد عدد الأوراق المكونة للقاموس، حيث يتم ترتيب خطوات الصنع وإدارتها بالشكل الذي ينتج أكبر عدد من القواميس بأسرع وقت وأقل كلفة، أما لو تم إنشاء القاموس إلكترونيا فكل ما نحتاج إليه هو بناء قاعدة بيانات تشمل كل الكلمات الإيطالية ومعانيها، وربطها بخوارزميات منطقية تمكن مستخدم القاموس من إيجاد المعنى المناسب للكلمات التي يقررها، سيحتاج أيضاً إلى تصميم واجهة التطبيق وشكله العام ألوانه وترتيب الكلام، هنا أيضا يجب تطبيق مبادئ الإدارة بشكلها الأمثل لنتمكن من إنجاز هذا القاموس الرقمي بحيث يكون عالي الدقة في ترجمة الكلمات وبأسرع وقت وأقل تكاليف.
وبالنسبة للأسعار فعادة تتفاوت أسعار المنتجات الإلكترونية كما تتفاوت أسعار المنتجات والخدمات الأخرى، ما بين منتجات مرتفعة السعر مثل تطبيقات الأمن والتشفير والبرامج الحاسوبية الضخمة وذلك كونها تستغرق وقت كبير وجهد فكري كبير لإتمامها بشكل احترافي، ومنها منخفض السعر وقد يكون زهيد مثل بعض الكتب الرقمية والتصاميم الجاهزة. كما يمكن تسويق وترويج هذه المنتجات إما بجهد فردي من خلال إخبار الأهل والأصدقاء والمعارف عنه أو من خلال استغلال الهوية الرقمية للفرد على مواقع التواصل والمدونات الأخرى لنشر المنتج وبناء وعي لدى الناس به والخدمات التي يقدمها، أو من خلال الاشتراك بمكاتب التسويق والإعلان المختصة التي تقوم بدورها بنشر عن منتجك الرقمي بالطرق المتاحة والمناسبة.
وبذلك تكون خلاصة الكلام أن الإدارة أينما وضعت في أي مجال في الحياة يكون هدفها إجراء التخطيط والتنظيم المناسب للبدء بعمل أمر ما وتوجيه قوات وقدرات الفريق بشكل يجعلهم ينجزون أفضل ما عندهم ومراقبة مراحل التقدم خطوة بخطوة لمتابعة مدى صحة سير الأمور، وهذا تحديدا ما يحصل أثناء غدارة إنتاج المنتجات الرقمية أو الإلكترونية وغيرها من المنتجات، والهدف من ذلك دائما واحد تلبية حاجات الجمهور بأقل التكاليف وأسرع الطرق.