تعدّ الصين إحدى أعظم وأكبر الدول الّتي حقّقت ثورة صناعيّة في العالم، ولكنّ هذا ألحق الضرر الكبير بها. فعملت الغازات المنبعثة من الأنشطة الصناعيّة على تلويث الهواء الجوّيّ الّذي أثر على الاقتصاد والصحّة العالميّة. وتعدّ الصين من أكبر مصادر الزئبق وانبعاث غازات الاحتباس في العالم.
يحدث في الصين وفيات عدّة نتيجة التلوّث الجوّيّ بسبّ الأنشطة الصناعيّة وغيرها. فجمهوريّة الصين لا تلقي بالها كثيراً لموضوع التلوّث بقدر ما تلقي بالها للاقتصاد والاستثمار وما ينتج عنه من تطوّر ونموّ وازدهار. حيث تتصدّر بكين العالم بقيام الأنشطة الصناعيّة بانبعاث الزئبق الّتي تعرف بأنها مادّة سامّة مضرّة بالأعصاب. فأصبحت مشاكل الصين مشاكل على نطاق واسع للصحّة والبيئة.
ولعلّ أسباب التلوّث تكمن بانبعاث الغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، والّتي أدّت إلى هطول الأمطار الحمضيّة وظهور السحب السوداء في السماء. وتؤدّي هذه الغازات الدفينة إلى تغيّر المناخ في المنطقة وبالتدرّج تبدأ بالانطلاق إلى المناطق الأخرى وتنقل معها تأثيرها السلبيّ. وأثر التلوّث على الموارد المائيّة أيضا، وتعدّدت الصناعات الّتي تستخدم الماء في الصين.
وأوضحت مصادر أخرى أنّ الارتفاع في استهلاك الفحم له كثير من الآثار السيّئة والّتي تعود بنتائج سلبيّة على البيئة، وأيضاً الإكثار من استخدام السيّارات الّتي تنفث عوادمها دخاناً يصيب البيئة بضرر شديد. ورغم المحاولات الكثيرة في التقليل من استخدام السيّارات، والتقليل من استخدام الفحم الحجريّ قدر المستطاع إلا أنّه ما زال لها آثار سلبيّة على البيئة. ويتّضح زيادة هذه الآثار والأضرار في فصل الشتاء وذلك بسبب استخدام الطاقة بشكل كبير لأغراض التدفئة، والّتي تؤدّي إلى تكون سحب كثيرة من الضباب المحمّل بالملوّثات والدخان، الامر الّذي ادّى الى انتقال كثيراً من سكّان العاصمة إلى مناطق الريف والضواحي حول المدن.