يبدو علينا أولًا أن نستكشف أهمية هذه الحلقات لزحل، حتى نجد مقاربةً لوجود هذه الحلقات حول الأرض. حلقات زحل الست الضخمة تتكون من آلاف الحلقات الصغيرة، التي تظهر صلبةً للناظر، لكنها في الواقع تتكون من قطع جليدية عائمة وصخور وغبار. وتدور حول زحل بشكل دائري لتصطدم مع بعضها، مما يساهم في تحطيم أجزاء من الحلقات الكبيرة. اعتقد العلماء أن سبب وجود حلقات زحل هو وجود كميات كبيرة من الغبار والجسيمات والجليد قد تراكمت مع الزمن على مسافات متفاوتة من سطحه، وقد تمت محاصرتها من قبل جاذبية الكوكب. كما أن هناك اعتقاد آخر ناتج عن تمكن جاذبية زحل من التقاط وانتزاع الحطام المتناثر من الفضاء حوله.
والآن سأفترض وجود حلقات وليس حلقة حول الأرض؛ حيث أننا أجرينا المقاربة مع حلقات زحل جميعًا. هناك نظرية تعتقد بسابق تكوَن حلقة حول الأرض قبل مليارات السنين، وحتى قبل وجود قمر الأرض ذاته. هذه الحلقة تكونت بسبب اصطدام الكوكب "ثيا" – المشابه في حجمه لكوكب المريخ- بالأرض، فانفجر ثم انطلقت مادته نحو مدار الأرض، لتشكل حلقة حالما اندمجت وتشكلت لتكوّن القمر.
ستكون هذه الحلقات الافتراضية مشابهة لحلقات زحل، باستثناء وجود القطع االجليدية، لأن درجة حرارة الأرض أعلى من زحل لقربه من الشمس. كما سيكون بين هذه الحلقات أقمار صغيرة ( تسمى اقمار الراعي) تساهم في إزالة الفجوات بين الحلقات وتساعد على إبقاء الجزيئات محصورة داخل الحلقة الواحدة.
إن أقرب مكان ستتكون عنده هذه الحلقات هو الغلاف الحراري الجوي، الذي يصل ارتفاعه إلى 1000 كم. فلا تخف! ستتمكن الطائرات من التحليق في الغلاف الجوي بسلام، لأن المسافة التي قد تصل لها قد تصل لـ11 كم فقط. كما يمكنك مشاهدة هذه الحلقات عن قرب والتمتع ببعض المناظر الخلاّبة.
كما أن هناك توجه من العلماء باعتقاد أن استمرار هذه الحلقات مؤقت بسبب جاذبية القمر مما يؤدي إلى انهيارها في النهاية. قد يسقط ظل الأرض على هذه الحلقات، حيث قال العالم شارف " إن ظل الأرض سيبدو بيضاوي الشكل على حلقاته ويتحرك بمرور الوقت". كما أنه سيمتد إلى أقصى حد بحيث يغرق معظمها في الظلام. إن هذا سيحدث وقت الاعتدلات. كما أن الحلقات نفسها ستلقي بظلالها على الأرض، مما سيجعل الشتاء أكثر برودة مما هو عليه حاليًّا. وهذا سيؤثر على النباتات، التي يجب أن تتكيف مع هذا الأمر.
يمكن للناس رؤية الضوء -الذي يتم ترشيحه عبر الغلاف الجوي للأرض- حول حواف ظل الأرض على الحلقات، مما سيضفي بعض الألوان غير التقليدية والغريبة وقد تكون أقرب للون الدم أو الشفق الأحمر. هذا سيجلب الكثير من الأساطير حول ماهية هذه الحلقات! كما يعتقد العلماء أنه كلما ابتعدت عن خط الاستواء، ستصبح الحلقات أعرض وأوضح، ولربما سوف تظهر الحلقات قريبة جداً من الأفق لدرجة أنه سيمكنك أن تمد يدك وتلمسهم. أتمنى ان أفعل ذلك!
يمكن لهذه الحلقات مساعدة الملاحين بتقدير خطوط الطول، من خلال الطريقة التي يتحرك بها ظل الأرض عليها، كما يمكن تقدير هذه الخطوط باستخدام أقمار الراعي االتي تعتبر علامة مميزة لها. ومن المرجح أن تشتت الحلقات أي إشارات لاسلكية من الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية في المدارات الاستوائية ، مما يحد من فائدتها. ويعتقد أنها ستكون حلقات مرئية نهارًا لأنها قريبة من الأرض ولديها اتساع حوله، ويجب أن تكون ساطعة بدرجة كافية ليلاحظ فوق سطوع السماء نفسها.
وختامًا، هل تعتقد أن وجود هذه الحلقات هو أمر جيد للأرض؟كيف؟
المراجع: