ما الحكمة وراء ما حصل للعالم في كورونا، بطريقة أخرى ما الذي تقوله لنفسك لتقنع نفسك أن هذه التجربة بكل سلبياتها هي خير لنا؟

يعني السؤال تحفة وفعلا يستاهل الواحد يديه من وقته شوية لأن انا شخصياً ممكن أقول ان احسن حاجة حصلتلي في سنة 2020 هي قعدتنا في البيت في كورونا

أولاً: في بداية الحجر شعرت بضيق شديد لتوقف كل شيء في الدنيا وكل مخططاتي تم تأجيلها وجلست لمدة أسبوع ليس لدي أي انجاز حقيقي 

ثم حاولت قراءة مجموعة مقالات تحفيزية وكيفية التأقلم ثم اكتشفت أن من وراء كل أمر حكمة فأحد المشاريع الذي كنت على وشك إطلاقه تم تأجيل إطلاقه نتيجة انتشار الفيروس وبالتالي أخدت وقت اكتر في البيت اشتغل على تفاصيل لم يكن لها وقت مسبقاً مما جعلني اطلقه من فترة قريبة بطريقة أحسن بكثير من قبل 

أضف لذلك أن هناك الكثير من الأمور العالقة والتي لم اتمكن من عملها بسبب التزامي بعملي فجاء الحجر المنزلي ليوفر لي الكثير من الوقت لأتمكن من فعلها 

برأيي من الطبيعي ان تكون هذه الفترة لها اثار سلبية على الجميع لكن فكر معي لو للحظة تفكيرك بشكل سلبي هل سيغير أي مما حدث؟
هل سيعيد الزمان إلى الوراء؟
هل سيتوقف الصينيون عن أكل الحيوانات التي لا تؤكل؟

فلنتوقف عن التفكير بما لا يمكننا تغييره والبدء بتحمل مسؤولية أي ظرف يحصل معنا اليوم انت مسؤول عن كل ما تشعر به وكل ما تفكر به تجاه اي امر حصل في حياتنا 

لمن فقدوا عملهم او تأثر دخلهم أنا اعلم ان هذا امر صعب لكن فكر بما يمكنك فعله اليوم لحل المشكلة ولا تتذمر ولا تفكر بالحكمة مما حصل الا لكي تأخذ العبرة وتتعلم للمستقبل 

هناك الف وسيلة والف حل مبتكر لنخرج اقوى من هذه الجائحة ابحث عن فرصك وفكر خارج الصندوق وانا متأكد انه يمكنك ايجاد طريقة ايجابية للتفكير بما حصل..

تقبلوا مروري..

بغض النظر عن كل ما يدور من جدل في العالم عن أنها نظرية مؤامرة أو لا ولا أفكر في أنني أصدق ما حدث أو لا، فأنا أحب أن أنظر للنتائج الملموسة بدل من التركيز على المجهول والمبهم!
ورغم كل سلبياتها إلا أننا لا يمكننا أن نختلف على إيجابياتها، بفضلها شعرت بتقدير أكبر لروتين حياتنا اليومي، للساعات البسيطة التي نقضيها خارج البيت، شعرت بتقدير البشر فرغم اختلافاتنا فنحن لا يمكننا أن نعيش وحيدين كما حصل معنا! شعرت بتقدير لحظات الصباح الباكر التي نسرقها خلسة قبل الركض وراء عجلة الحياة، فمن الأشاء السلبية التي حصلت معي بفترة الكورونا أنني فقدت السيطرة على نظام حياتي، لا أعرف وقتاً للنوم ولا للاستيقاظ وكل شيء كان عبثياً.
ولا ننكر أن ثقب الأوزون استفاد من تلك التجربة والأرض كذلك! فقد خف مشي السيارات عليها وخفت انبعاثات الكوكب الضارة وجعلنا البيئة تعيش بسلام قليلاً بعيد عن أذى البشر.
والأهم من ذلك أن هذه التجربة برمجتنا على تقبل المحن والتعامل معها وأخذ احتياطاتنا دوماً فلا نعرف متى يحصل كارثة أخرى تنهال على رؤوسنا دون أن نكون جاهزين لها! 

فبرأيي أنها تجربة إيجابية بقدر سلبيتها، يكفي أنها سمحت لنا ببعض السلام الداخلي مع أنفسنا ولوحدنا بعيدا عن ضجيج الحياة.

لا يوجد أمر سيء تماماً ولا أمر جيد تماماً، فالكثير من الموظفين خسروا وظائفهم التي كانت تعيلهم هم وعائلاتهم عدا عن المحلات التجارية التي أقفلت لوقت طويل وكبدت أصحابها الكثير من الخسائر ، لكن أسوأ ما حدث في هذه الفترة هو إقفال المسجد الحرام وإيقاف الحج وإقفال المسجد الأقصى وأيضاً شهر رمضان وعيد الفطر اللذان لم نستشعر وجودهما هذا العام.

لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي ينتشر فيها وباء حول العالم ولعل ما هول الموضوع هو سهولة التواصل بين الناس ووجود السوشال ميديا و المواقع الإخبارية " لا أقول أن الأمر كان سهلاً"، بالطبع كان هناك جوانب إجابية فمثلاً هذه الأزمة حققت أرباح جيده لأصحاب شركات مواد المعقمات وشركات مواد التموين وطبعاً شركات الإتصالات و الإنترنت عدا عن التطبيقات "مثل تيك توك" التي اشتهرت في هذه الفترة "أصبحت موضة" وحققت مكاسب خيالية وتعافي الطبيعة وانخفاض نسبة التلوث وغيرها من الإيجابيات.

أهم ما فكرت به وأنا أكتب الآن هو توصلنا كشعوب وحكومات أن القطاعات الصحية تحتاج لإعادة هيكلة للتصدي لأي كوارث قد تحدث فالكثير من الدول المتقدمة لم تستوعب مستشفياتها الكم الهائل من المرضى عدا عن العبء الكبير على الطواقم الطبية بين علاج المرضى وتجنب العدوى منهم، فما بالك بالدول النامية؟

لكن في النهاية أنا أؤمن أن الله له حكمة في كل شيء قد لا نكون على علم بها والحمد لله دائماً وأبداً.

اهم امر جعلني أتأقلم بشكل أكبر مع هذه الجائحة،
كوني أم ولا عمل لدي حالياً سوى مراعاة بيتي وعائلتي كنت دائمة التذمر حول خروج زوجي يومياً للعمل وعدم وجود وقت كافي لنقضيه معاً كعائلة وفي نفس الوقت كنت أشعر أنني أريد قضاء وقت أطول مع أطفالي في المنزل وجاءت هذا الجائحة من الله ليتحقق ما أريده وفعلاً قمنا بقضاء وقت كبير كعائلة بحكم عمل زوجي من المنزل وبقاء أطفالي 

لكن ما أدركته بعد هذه التجربة أن حياتنا مسيرة بطريقة معينة ولكل حدا نشاطات معينة خلال اليوم وهذه الفترة علمتني ان ما كنت اظن انه نقمة هو نعمة فعليا لان تواجدي بشكل يومي معهم ودون وجود وقت خاص لي لأشرب قهوتي أو أشاهد مسلسلي المفضل  جعلني اشعر بالاختناق والتقييد لذلك أصبحت أشعر ان هذه الفترة جاءت من الله ليقول لي احمدي ربك على حياتك ولا تتذمري وشوفي النعم من حوليكي

في الحقيقة لقد كانت فترة صعبة جداً في حياتي خصوصاً أني منفصلة عن زوجي وتحملت مسؤولية بيتي وأطفالي لوحدي ولكن عندما أمعنت التفكير في الوقت الراهن فقد تبين لي أن هذه الفترة كانت فرصة للتقرب لأطفالي والاثبات لنفسي ولهم أني على قدر المسؤولية فقد قمت بإعطاء دورات أونلاين لتخصص اللغة العربية بحكم تخصصي وخبرتي في هذا المجال فكانت تجربة رائعة ومفيدة.

 لا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق فكل شيء له إيجابياته وسلبياته وبرأيي أن بفضل جائحة كورونا أدركنا الكثير من الدروس والنعم التي في حياتنا التي لم تأخذ حقها في ميزان يومياتنا فالخروج من المنزل ورؤية الأصحاب والأقارب  والروتين اليومي لنا الذي كنا نمله فقد اكتشفنا أنه نعمة لا ندركها وبالنسبة لي فقد كان شيء إيجابي في معرفة كم كان قراري صحيح عندما قررت أن أعمل في مجال الأونلاين.

بصراحة من وجهة نظري التجربة كانت خير لي، لأنني تفرغت لعائلتي وأولادي فهم في مرحلة نمو حساسة وكنت محتاجة وقت أكثر أقضيه معهم وأتابعهم كيف يكبرون فكانت هذه الطريقة الأنسب لأفعل ذلك دون أن أترك عملي! فرغم سلبياتها إلا أني ممتنة الها لأنها سمحتلي بقضاء الوقت مع عائلتي.