ما الأفضل: أن أصبح فاشينيستا أم أفتح شركة؟

1 إجابات
profile/دعاء-ابو-سيف
دعاء ابو سيف
استشارات اعمال
.
١٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا يوجد مكسب بلا خسارة.. هذا يعتمد على معادلتك؛ ماذا تحب ان تكسب ؟ وماذا تريد أن تخسر؟

هل ترغب بالربح السريع؟
يوجد مثل انجليزي يقول "Easy come, Easy go" أي  أنه ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة.. فإن كان هذا هو هدفك اخشى من ذهاب هذا الربح سريعاً ، وهنا المعادلة قد تكون ربح سريع سيرافقها خسارة سريعة أيضاً.. وهذا ينطبق على الفاشنيستا الذي يحقق الكثير من الأرباح المادية والتي سرعان ما تذهب في حال زاد وزنه عن المعيار المطلوب أو تعرض لظرف معين غير من مظهره أو أي أمر مادي يعتمد عليه في تحقيق ربحه!
لكن ربح الشركات لا يعتمد على شكل المدير ولا على طريقة لبسه ولا مواكبته للموضة.. بل القيمة التي يضيفها على هذه الدنيا، فوجود الشركة مرتبط بحاجة الناس إليها وليس ارتباط شكلي.. أي أن شركة الأدوية يتعمد وجودها على حاجة الناس إلى هذا الدواء وليس على وزن المدير وطوله؛ ولذلك قد تصل هذه الشركة إلى الربح ببطئ لكنها ستدوم أكثر من الفاشنيستا...
مثلا شركة فايزر الصيدلانية التي انتجت لقاح كورونا حديثاً عمرها تجاوز الـ 170 عاماً ، بينما قد لا يكمل أعظم فاشنيستا في تحقيق ربحه ال5 إلى 10 سنوات..

أم ترغب بالشهرة والجمهور؟
وهذا يعني أنك تحتاج إلى أن تجعل حياتك بكل تفاصيلها عرضة للجماهير وللانتقاد.. خبر زواج يرفع مشاهداتك الى الآلاف وخبر طلاق سيجعل مشاهداتك بالملايين.. رحلة سفر عائلية لكنها ستكون غير عائلية لأن وجودك الفعلي سيكون على الانستغرام أو التيك والتوك وليس مع العائلة! وفي آخر اليوم سيستمتع أحدهم بمشاهدة لباسك وتماشيك مع الموضة وآخر سيستمتع في سقوطك.. أما انت كمشهور قد لا تستطيع النوم وانت ترد على الشائعات أو على المعجبين او وسائل الاعلام أو .. أو.. وقد تضطر في كثير من الأحيان إلى أن تكون وحيداً..
بالمجمل لن تعيش حياة طبيعية!  كما يقول الممثل المشهور جيم كاري في ذلك: "أتمنى أن يصبح جميع الناس أغنياء ومشهورين ويحصلوا على كل ما يتمنوه، حتى يتأكدوا بعدها أن هذا ليس هو الحل".
وهذا ينطبق على الفاشينستا ولكن ليس بالضرورة أن ينطبق على صاحب الشركة! فالفاشينستا أساس عمله هو الظهور للجمهور ومشاركتهم تفاصيل حياته ولباسه بكل أشكالها سواءً أكانت متوافقة مع القيم أم لا !
وبالتالي فإن المعادلة هنا في حال أردت أن تربح الجمهور فقط ستخسر حياتك الشخصية وتخسر أن تعيش متعة الحياة الطبيعية!

أم تريد أن تقدم فائدة وقيمة؟
يا ترى لو توقف الفاشينيستا عن عمله ماذا سيخسر العالم؟ وبالمقابل لو توقفت شركة فايزر عن العمل وتوقفت عن انتاج لقاح كورونا ماذا سيخسر العالم؟!
ماذا يضيف الفاشينستا قيمة للمجتمع الذي يعيش فيه عندما يمضي الشباب والشابات وقتهم في مشاهدته.. مع أننا في حالة من التأخر والرجعية وبحاجة لكل جهد ووقت يدفعنا إلى التقدم ورفعة المجتمع علمياً ومادياً وأخلاقياً! بالمقابل ليس بالضرورة أن يكون صاحب شركة بل قد يكون صاحب عربة يبيع عليها الذرة المشوية يضيف قيمة لعائلته بأن يسد حاجاتهم ويعطي درس للمجتمع والشباب في العطاء والكد والمثابرة وتحمل المسؤولية وعدم الكسل واللامبالاة والسعي للرزق الذي لا يشوبه انتهاك للقيم!
وبالتالي فإن المعادلة هنا؛ تعطي بلا قيمة فيخسر مجتمع ، بينما عندما تعطي قيم يربح جميع الأطراف وأولها أنت!

بالنهاية مجمل أعمالك وقراراتك ستكون ذكرى: كيف تريد أن يتذكرك من حولك؟ بل السؤال هنا هل فعلاً سيتذكرونك؟! 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة