ما احتمالية نجاح استغلال طبقة الأيونوسفير (الغلاف الأيوني) لتخزين واسترجاع البيانات كانها قرص صلب؟

حتى نستطيع الإجابة على هذا السؤال، يجب أن نتعرّف أكثر على الطبيعة العامّة لكل من القرص الصلب و طبقة الأيونوسفير

يتكون القرص الصلب من عدّة طبقات مغناطيسية، حيث يقوم بتخزين البيانات باستخدام الترميز الثنائي Binary Code على شكل سلسلة من الأرقام 0 أو 1،  يخزن القرص الصلب المعلومات في شكل مجالات مغناطيسية. حيث يتم تخزين البيانات رقميًا على شكل مناطق ممغنطة صغيرة على القرص حيث تمثل كل منطقة ما يُعرَف بــ bit. لكتابة بيانات على القرص الصلب، يتم وضع مجال مغناطيسي على الحقل الصغير في أحد هذين القطبين: N-S إذا وصل القطب الشمالي N قبل القطب الجنوبيS و S-N إذا وصل القطب الجنوبي S قبل القطب الشمالي N. يمكن أن يمثل أحد الاتجاهات القيمة N-S) 1)  بينما يمثل الاتجاه المعاكس (S-N) القيمة 0 ويتم استشعار هذه القطبية من خلال وحدات تحكم مدمجة داخل القرص الصلب.

الأيونوسفير والغلاف المغناطيسي، وهي مناطق من الغلاف الجوي للأرض يكون فيها عدد الجسيمات المشحونة كهربائيًا - الأيونات والإلكترونات - كبيرًا بما يكفي للتأثير على انتشار موجات الراديو. يتم إنشاء الجسيمات المشحونة بفعل إشعاع خارج الأرض (بشكل رئيسي من الشمس) على الذرات المحايدة وجزيئات الهواء. في المناطق العليا من طبقة الأيونوسفير، يوجد الغلاف المغناطيسي، وهي منطقة يتأثر فيها سلوك الجسيمات المشحونة بشدة بالمجالات المغناطيسية للأرض والشمس. حيث تنتقل البروتونات والإلكترونات عالية الطاقة ذهابًا وإيابًا بين قطبي المجال المغناطيسي للأرض.

من حيث المبدأ هناك تشابه عظيم بينهما، ويمكنك أن تتخيل كيف لطبقة الغلاف الجوي هذه أن تحتفظ بالبيانات تماماً كما يفعل القرص الصلب، ولكنك تتحدّث هنا عن قرص صلب ضخم جدا.

ورغم ضخامته إلا أنه ليس بمعزل عن الطبيعة من حوله، وتعرّضه لظروف وعوامل طبيعية غير مُتوقعة، تجعلنا نقف أمام كارثة رقمية غير محمودة العواقب.