لا تزال اللغة الآرامية حية إلى يومنا هذا، لتتابع بذلك مسيرتها العريقة التي تفخر بتراث طويل يمتد لآلاف الأعوام الموثقة بالنقوش والمخطوطات والكتب. تصنف اللغة الآرامية الحديثة إلى لهجات شرقية ولهجات غربية حسب توزعها الجغرافي واللغوي، حيث تنتشر اللهجات الآرامية الحديثة الغربية في ثلاث بلدات أو قرى سورية على مقربة من مدينة دمشق، وهي معلولا وجبعدين وبخعة، وتعد معلولا من أجمل الأرياف السورية وذلك لطبيعتها الجبلية ولكونها أحد آخر معاقل الفرع الغربي للغة الآرامية. أما اللهجات الآرامية الشرقية فهي متركزة في القسم الشمالي الشرقي من سوريا، بالإضافة إلى وجود بارز في العراق وانتشار ملحوظ في كل من إيران وتركيا. ونذكر من اللهجات الشرقية كلاً من: الآرامية المندائية الحديثة التي يتكلمها حوالي 6000 إنسان في إيران، والآرامية الآشورية ويقدر عدد متحدثيها بـ 235 ألف نسمة يتوزعون على البلدان الأربعة سابقة الذكر، والآرامية الكلدانية التي يتكلمها حوالي 216 ألفاً، ناهيك عن اللهجة الطورية المتركزة في محافظة الحسكة السورية ومحافظة ماردين التركية.