ما أصل الصراع الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو ؟

هو صراع قديم بين المغرب من جهة وبين جبهة البوليساريو من جهة أخرى للسيطرة على منطقة الصحراء الغربية، التي تعد منطقة غنية بالفوسفات وأماكن الصيد.

يعود أصل حكاية هذا الصراع إلى العام 1884 عندما قامت إسبانيا باحتلال إقليم الصحراء الغربية، وبقيت مسيطة عليه قرابة قرن من الزمان. لكن، وتحديدا في عام 1973 أسس شباب صحراويون ((الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب)) وبترجمة هذا الاسم للإسبانية وانتقاء الحرف الأول من كل كلمة أصبحت تلك الجبهة معروفة باسم جبهة البوليساريو.

تم الإعلان أن جبهة البوليساريو هي الممثل الوحيد للشعب الصحراوي. وبعد ذلك بعامين أعلنت إسبانيا انسحابها من هذا الإقليم الذي كانت الأمم المتحدة تطالب باستقلاله.

ما قد يثير انتباهك أكثر أن الأمر لم يقتصر على المغرب فقط، بل دخلت موريتانيا الصراع ليعرب كل من الطرفين، المغرب وموريتانيا، بأحقيتهما التاريخية والجغرافية لضم هذا الإقليم.

المغرب سعت بكل قوة أن تضم هذا الإقليم من خلال القيام بإرسال أكثر من 300 ألف من المغربيين لإقليم الصحراء الغربية عبر ما أسموه بالمسيرة الخضراء.

في تلك الأثناء، وافقت إسبانيا باعتبارها الدولة المسيطرة على الإقليم، وافقت أن يتم اقتسام الإقليم بين المغرب وموريتانيا لكن المغرب رفضت هذا القرار، لتقوم بعدها جبهة البوليساريو بالإعلان عن قيام الجمهورية الصحراوية وقامت بشن الهجوم على القوات المغربية والموريتانية بدعم سياسي وعسكري من ليبيا والجزائر.

في عام 1979 أعلنت موريتانيا انسحابها من الصراع مع جبهة البوليساريو تاركة المجال للمغرب ضم الإقليم كاملا، لتستمر الحرب بين المغرب من جهة وجبهة البوليساريو من جهة أخرى.

استمر الصراع حتى عام 1991 عندما تم الإتفاق على وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة والقيام باستفتاء لتقرير مصير المنطقة. لكن هذا الاستفتاء لم يتم كون المغرب ترفض منح الإقليم الاستقلال الكامل الذي يسعى له وتقترح منحه حكما ذاتيا تحت إشرافها وهو ما لم تقبل به جبهة البوليساريو.