توصلت دراسات علماء الآثار إلى أن زمن تأسيس مدينة بصرى يرجع إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، وكانت تعرف حينئذٍ بتسمية "بصرونا"، وقد ذكر موقعها في السجلات المصرية القديمة. أضحى المكان في القرن الرابع ق.م. جزءاً من الإمبراطورية السلوقية كما تعلمنا بعض الكتابات المؤلفة في تلك الحقبة. هذا وقد انضمت بصرى لمملكة الأنباط في القرن الثاني ق.م.، واتسعت دائرة الحضارة النبطية في تلك المرحلة ممتدة نحو الشمال حتى مدينة دمشق لفترة زمنية مؤقتة، ونمت بصرى لتزدهر كمركز حضاري إشعاعي للمملكة النبطية بين عامي 70 قبل الميلاد و 106 للميلاد. بعدئذٍ سيطرت الإمبراطورية الرومانية على المنطقة وأصبحت بصرى مركزاً للمحافظة الرومانية المعروفة باسم "العربية البترائية"، وغدت عقدة تجارية بالغة الأهمية بسبب تقاطع الطرق التجارية الأساسية المؤدية إلى البحر الأحمر في هذا الموقع. وفي القرن الرابع للميلاد توسعت بصرى وأصبحت مدينة كبيرة تمتاز بمسرحها الفريد وأبنيتها المنوعة التي تزدادن بطرازها المعماري الفني. ومن ثم استمرت المسيرة التاريخية لمدينة بصرى في ظل الحضارة العربية بدءاً من القرن السابع الميلادي. هذا وقد اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مدينة بصرى الأثرية كموقع جوهري للتراث الثقافي العالمي في عام 1980 نظراً لغناها الثقافي ومعاصرتها لجميع الحقب التاريخية للمنطقة.