لو عزلت نفسي عن الناس، ماذا سيحصل؟

 عندما تجلس وحدك في مكان ما ليوم كامل، بعد قرار بأن تنفصل تماما عن العالم، و بعيدا عن كل المشتتات الموجودة في أي يوم آخر، بدون أن تتحدث مع أحد، وبدون المشتتات الإلكترونية والرقمية،  ستصل إلى أقصى درجات التركيز الممكنة، وستحصل على صفاء ذهني عالي جدا، و ستشعر بقدرتك على الإبداع بصورة غير مسبوقة وبشكل غير معتاد، وأن لديك أفكار واضحة جدا لحياتك بحيث تعرف ما هي أهدافك، والخطوات التالية التي ستسلكها، وقادر على حفظ المعلومات بسرعة، بشكل لم تكن تتخيله من قبل.
 
من أشهر الأشخاص الذين تحدثوا عن تأثير الانعزل، "روبن شارما" وهو كاتب كندي، ومدرب في مجال التنمية البشرية والتنمية الذاتية، كتب عدة كتب أفضلها  "نادي الخامسة صباحا" و "الراهب الذي باع سيارته الفيراري".

يقول في كتابه أننا نفكر بعقلين، العقل الأول هو العقل الذي نستخدمه كل يوم في حياتنا، وهو الجزء المختص بسماع الناس والتركيز معهم والرد عليهم، وهو نفسه العقل الذي يعمل الأعمال اليومية كمشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج، ونستخدمه في اللعب على الموبايل، وفي القراءة وغيرها الكثير، وهو مهم جدا لنعيش النشاطات، إلا أنه عقل سطحي، لأنه اساسا يعمل عن طريق توزيع طاقة العقل الموجودة، ليوزعها على جميع الأنشطة التي ذكرتها، وبناء عليه، فمن السهل جدا أن يتشتت هذا العقل، لذلك يبحث دائما على ما هو سهل و سريع ومريح، وكأنه يبحث عن المتعة وليس عن الفائدة.

وفي كل مرة تقوم أنت بمحاولة تغيير طريقة التفكير هذه، لتنتقل من العقل الأول إلى العقل الثاني، فعلى الأغلب أن عقلك الاول سيصعب عليك الأمر، و يحاول منعك، ويحبب لك فكرة مشاهدة فيلما ما بدلا من التركيز في أمر آخر، أو النوم قليلا على الأريكة لتوفير بعض الطاقة، مما يجعلك تستصعب الدراسة أو التركيز في التفكير في فكرة مبدعة.

لذلك، ما عليك القيام به هو إراحة هذا العقل الأول قليلا من عملها في قيادة كل عمليات التفكير الخاصة بك، وإعطاء فرصة للعقل الثاني للقيام بالعمل، وهو العقل الذي لديه القدرة الأعلى على التركيز، وصاحب الصفاء الذهني الأعلى، مما يمكنك من التعرف على إمكانيات جديدة لم تكن تعلم بوجودها من قبل، وأن المشاكل التي كنت تعاني منها مسبقا كضعف التركيز، و التشتت بسهولة، و عدم قدرتك على الإبداع كا يجب، ستكتشف أن هذه الأمور قد تلاشت.

للوصول الى هذه الحالة، والى تعطيل العقل الأول، والتدرب على استخدام العقل الثاني أكثر، سأقترح عليكم بعض الأمور التي يمكنك أن تجربها في اليوم الذي ستقرر فيه الانعزال عن العالم، والتي تؤثر على تركيز الأشخاص بصورة متفاوتة:

أولا : فقاعة التركيز، يجب عليك بداية تحديد الهدف الذي تحاول أن تنعزل و تركز من أجله، قد تكون مثلا طالب في مرحلة التوجيهي، وتدرس مواد معينة، أو لديك مشكلة معينة في حياتك وتحتاج حلها. أي أن انعزالك يكون بهدف حل مشكلة معينة ومعروفة مسبقا بالنسبة لك.اما لو انعزلت دون هدف، قد يؤدي ذلك الى فتح قوائم كثيرة جدا في التفكير، وقد يفتح عليك مشاكل كثيرة جدا موجودة في حياتك، فينتهي بك الأمر وكأنك تقوم بالتأمل، وهذا ليس ما تهدف اليه حاليا.إن ما تهدف إليه هنا، هو الوصول الى درجة عالية من التركيز، ولذلك يجب أن يختص التركيز بموضوع واحد معين.

و فقاعة التركيز يقصد بها أن تمنع جميع المشتتات من الدخول الى الفقاعة التي عزلت نفسك بها، من أجل التفكير في هذه الفقاعة بموضوع واحد فقط، فيكون هذا الموضوع الذي تفكر فيه هو دائرة التفكير الخاصة بك، بحيث تستخدم 100% من طاقة عقلك في موضوع واحد فقط. هذه هي أول طريقة تجعلك تتعدى وتهدئ من العقل الأول للوصول الى الثانيعقلك يمتلك الطاقة للدخول الى هذه الحالة، خاصة عندما تكون مسبقا قد نلت قسطا جيدا من النوم، ليدخل الى حالة التركيز العميق، على عكس ما يحدث معنا عندما نضيع هذه الحالة من أيدينا كاستخدامنا للموبايل أو تعريض أنفسنا لأي نوع من التشتيت الالكتروني، والذي يتسبب في استهلاك طاقة عقلنا.الخلاصة، ان كان عليك دراسة موضوع ما أو عندك مشكلة معينة، حاول أن تركو في موضوع المشكلة فقط، أو المادة التي تدرسها فقط، افصل نفسك عن أي أمر آخر.في البداية، عندما تقوم بالمحاولة لأول مرة، ستشعر بأن عقلك الأول يقاوم، فيخبرك أن المشكلة ليس لها حلا، وأنك غير قادر على التركيز، و غير قادر على استخراج أفكار جديدة، أي أنه في هذه الحالة، عقلك الأول هو لازال المتحكم والمسيطر على أفكارك، ولم تصل بعد الى حالة التفكير بالعقل الثاني.

ثانيا : التوازن ما بين الأمر السهل والصعب، أي يجب أن يكون هناك نوع من التحدي في أفكارك، أو تحدي في درجة الإبداع التي تريد الوصول إليها، فلا يجوز مثلا أن تنعزل وتفصل نفسك عن العالم بهدف دراسة مادة سهلة مثلا، بل يجب أن يكون الأمر الذي تريد القيام به، فيه بعض التحدي، لأنه لو كان الأمر سهلا وليس فيه تحدي، فمن الصعب جدا عليك أن تدخل في حالة التفكير العميق، وايضا لو كان الأمر صعبا، وغير قابل للتنفيذ او يرتقي لمرحلة المستحيل مثلا، فهذا أيضا يمنعك من الدخول في حالة التفكير العميق أيضا.

و لأبسط لك الأمر، تخيل لو أن بوابة موجودة على مدخل العقل الثاني الخاص بالتفكير العميق، وأن هذه البوابة تسمح بمرور الأمور التي فيها تحدي فقط، والتي تحتاج الى تفكير بتركيز مرتفع، فإن هذه البوابة تفتح فقط عندما تكون أنت على معرفة داخلية -بينك وبين نفسك- أن الأمر الفلاني فيه تحدي، إلا أنه من الممكن أنك قادر على حلها.

ثالثا : الحماس الداخلي، حيث أن هناك نوعان من الحماس، وانت تحتاج كلا النوعين،  أولا الحماس الناتج عن قيامك بعمل جيد، وتتحمس لإكمال هذا العمل الجيد الذي بدأت به لتنال المكافأة أو العلامة العالية، والنوع الثاني من الحماس هو الحماس الذاتي، وهذا يعني أنك تقوم بالأمر بدون استهداف الوصول الى نتيجة معينة، إنما أنت تفعلها لإرضاء نفسك، فمثلا أنت تجلس وتقرأ كتابا، ولن تأخذ جائزة عند الانتهاء منه، إنما هو أمر أنت تقوم به لنفسك، بكلمات أخرى، ليس المهم هو الدافع، إنما أنت تقوم بالأمر كالقراءة مثلا لإرضاء نفسك، وهي طريقة أميل إليها أنا شخصيا عندما أقرر أن أتحدى نفسي في أمر ما. 

لو عزلت نفسك بارادتك فسوف يروق لك الامر بادءا قد يروق لك الهدوء والسكينة خاصة اذا قررت عدم فعل اي جهد عضلي وعدم التفكير في اي شيء خارجي،،،سوف تعجبك الفكرة وقد تقطع ما اقدمت عليه تم تعيد الكرة ،،،،،الا انك لا تستطيع ان تتاقلم مع الفكرة ان كان لها خاصيتان او مبدان،،، 
الاول ،،اذا كان الانعزال ووالعزلة ليست من ارادتك ،،،اي ارغمت عليها حبس ،حجر صحي، وحدة اجتماعية ،،،،،و التاني ، ان تكون ممتدة الى اجل غير مسمى وان كانت بارادتك،،،،
الانسان بطبعة اجتماعي لايستطيع العيش دون غيره او  الاخر وان اراد ذلك فانه لا يقوى على هذا بل يزداد ضعفا وانتكاسا ،،،،وهو اذا تعامل مع العزلة او الانعزال يتعامل من مفهوم الراحة او تدارك نفسه واعطاء روحه فواصل زمنية للراحة واسترجاع القوى لا غير ،

اعيش حياة جميلا بدون كلام الناس

ان كان لديك اشخاص يحبوك سيسألون عنك والاهل طبعا ربما تجدي اتصالات ورسائل كثيره ربما لا كل هذه يعتمد على شخصيتك وان كنت طيبه ومحبوبه ووفيه ولكن الاشخاص مختلفون لهذه نصيحتي كوني نفسك ومن يحبك سيحبك بكل حالاتك، جيني❤