قد يعود السبب في هذا الأمر إلى:
- أننا غير قادرين على إحكام سيطرتنا على الأمور من حولنا مقابل ما لدينا من قيم عدالة والتزام وإحقاق للحق، فقد يحاول الشخص الحديث مطولًا عن مواضع الظلم إلا أنه سيشعر بالضعف لأنه غير قادر على التحكم به وبأسبابها، فما يقدر عليه هو الحديث فقط، فقصور قدرات الإنسان قد تكون سبب في شعوره بالظلم.
- مفهوم العدالة والظلم في بعض الأحيان يخضع لما لدينا من تصور، حيث نقوم ببناء مفوم للعدل بناء على ما لدينا من مبادئ وقيم وتوجهات وبتالي سنشعر في بعض الأحيان بأننا عرضة للظلم لأن الحياة من حولنا لا تتفق مع ما لدينا من أسس، وهذا الأمر قد ينتج عنه اللجوء للعنف أو اللوم أو الشعور بالرغبة في الانتقام.
- فقدان الوعي؛ عدم الوعي وامتلاك الحقيقة قد يكون سبب في شعورنا بالظلم، فعندما ننظر للأمور من جهة واحدة أو من منظور واحد نكون أكثر عرضة للشعور بالظلم خاصة عندما تتفق معطيات الحياة مع ما لدينا من مفهوم للظلم.
- سمات الشخصية؛ قد تكون بعض سمات الشخصية سبب في الشعور بالظلم فالشخص المتشائم سيكون في كل وقت غير قادر على رؤية الجانب الإيجابي وبالتالي اكتساب السلبية واضفائها على الحياة من حوله وشعوره بالظلم لفقدانه السعادة والأمل، على الرغم من أن هذا الأمر ناتج عن ما لديه من سمة شخصية.
- فقدان مهارات التعامل مع الأمور؛ قد نتعرض في بعض الأحيان لبعض لمواقف التي لا نمتلك فيها المهارات التي تساعدنا على الشعور بأننا متساويين مع الآخرين وخاصة عندما يكون سبب فقدان المهارة مرتبط بحالة اجتماعية أو اقتصادية ما، حيث تعمل بعض الحالات الاقتصادية والاجتماعية للأسر بأن يشعر الشخص فيها بأنه مظلوم في هذه الحياة حيث انه أنجب في عائلة لا توفر الخبرات والإمكانات لاكتساب هذه المهارات، ومن الأمثلة على هذه الظروف: الوضع الاقتصادي الذي منع شخص من التعليم المناسب وبالتالي فقدان الفرصة في التوظيف أو التواجد في مكان مختلف في الحياة.
- النظر للنفس وكأنها الضحية؛ عندما ينظر الشخص على أنه ضحية عوامل محيطة به في البيئة سيشعر بأنه مظلوم في هذه الحياة وهنا نجد بأنه طريقة تفكير الشخص هي السبب في شعوره بالظلم في يعض المواقف، أو في أغلبها، في حال كان هذا التفكير نهج ينتهجه الشخص في الحياة.
- الشعور بالألم؛ قد يكون شعورنا بالألم وبدرجات كبيرة سبب في شعورنا بأننا مظلومين في هذه الحياة أحيانًا، فحين التعرض للصدمات ونكون غير قادرين على التحكم بما لدينا من مشاعر سنجد أنفسنا نلجأ للتفكير في الظلم كوسيلة دفاعية لتخفيف الألم ولتبرير الموقف.
- التمسك ببعض التوجهات؛ عدم القدرة على أخذ المساعدة من الآخرين والدعم والنظر لدعم الآخرين على أنه أمر يسبب تدني تقدير الذات سبب في شعورنا بالظلم فنحن كبشر، لا بد أن نعتمد على بعضنا البعض ونتقبل الدعم ونقدمه في المقابل حتى نسمح للحياة بالاستمرار دون أن نشعر بالظلم، فالتعاون سبب في خلص روح العدالة بين الناس وسبب في الشعور بالأمن النفسي.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أننا نشعر بالظلم في الحياة في بعض الأحيان نتيجة:
- عدم تحمل المسئولية؛ إن التعامل مع الحياة والأمور من حولنا بطريقة لا مسؤولة، أو أن نضع المبررات لكل أمر يحصل معنا ونسنده لخارج أنفسنا وقدراتنا لإخلاء ما لنا من مسؤولية سبب في الشعور بالظلم، ويمكن أن أقول أن أغلبنا يفعل هذا الأمر، ومن تجربة شخصية استطعت التخلص من هذا الأمر عن طريقه إعادة التفكير في الحياة من جديد والعلم وبشكل حقيقي أن كل ما حولي هو نتيجة ما لي من قرارات شخصية سواء في التعليم أو الارتباط أو في العمل فنحن كبشر نجد دائمًا المبررات من حولنا لسهولة الأمر ولأن التفكير والعمل يتطلب مجهود أكبر بكثير من إلقاء اللوم على البيئة والمحيط والأهل، عندما نتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين أو على البيئة ونتحمل المسؤولية سنجد أنفسنا غير مظلومين في هذه الحياة، ولتعلم أن لكل مجتهد نصيب.
- عدم المرونة؛ وهنالك من يجد ويشعر بظلم الحياة نتيجة ما لديه من تعصب لآرائه وأفكاره، فنعم نحن كبشر قد نجمد ما لدينا من قدرات ومهارات ونقول بأن هذا ما أملك ومن ثم ألقى اللوم على الحياة وأقول بأنها ظالمة، حاول في كل مرة أن تغير وتطور مما لديك من مهارات حتى تتلاءم مع الظروف وتبعد الشعور بالظلم عنك.
- عوامل مجتمعية؛ قد نشعر بالظلم في هذه الحياة لأننا نعيش في بلد معين أو لأننا ولدنا في أرض محددة أو لأننا نتبع قيم مجتمعية معينة، أو لأننا ننتمي لتوجه معين.
- تشابه الخبرات المعززة لشعورنا بعدم العدل؛ عندما نجتمع مع أشخاص لديهم نفس العوامل التي أثرت على محيطنا ولديهم مشاعر ظلم، فإن مشاركته لنا بما لديهم من شعور وخبرات سيعزز ما لدينا من فكر وشعور بعدم العدل وبالتالي سنشعر بالظلم.
- فقدان الإيمان؛ من الأسباب التي تجعلنا في بعض الأحيان غير قادرين على الشعور بالعدل، فقدان ما لدينا من إيمان حيث أرى ومن وجهة نظر شخصية أن الإيمان يعمل على إيجاد التوازن العقلي النفسي للإنسان ويجعله يفكر بطريقة روحانية تخفف من الشعور بالألم نتيجة عوامل بيئية محيطة.