لماذا يكره البعض منا شعبه ووطنه وهل هذا نابع من كراهية للذات

1 إجابات
profile/ياسمين-حسن-نمر
ياسمين حسن نمر
مرشدة نفسية وتربوية في الجامعة الاردنية (٢٠١٣-حالياً)
.
٠٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
تعد مثل هذه المشاعر من هؤلاء الاشخاص عملية عقلية مرضية نفسية،  خاصة اذا كان هناك مولدات اخرى لهذه الظاهرة الغريبة عن مجتمع التعاضد والتكاتف فاذا كان يريد الانتقام من شخصية ما او من الحكومة لا يعني ذلك ان يشهر بوطنه ويسعى لاثارة الفوضى وانعدام الامن والاستقرار، لا بل عليه مواجهة الامر بالعقلانية والتحليل والتقييم السليم لكل ازمة بدون خوف من المواجهة، فمن يكره وطنه لا يمكن ان يحب اي ارض ولا أن يعيش بسلام مع نفسه وبذلك فهو نابع من كرهه لذاته .

بالاضافة الى ذلك ومن المثير للأهتمام القول أن الوطن منزلنا الذي يجب ان يسوده المحبة والالفة والوفاق والاتفاق، فعلينا ان نوقف التراشق اللا اخلاقي فالوطني انصع وارفع من ان ينزل مستواه لذلك، والوطن سيبقى عصياً على السفهاء الذين يبثون نار الفتنة من خارج الوطن ،وبذلك فإن هذا هو حب الذات الحقيقي وحب الوطن المزيّف. فهذا الذي يشتم وطنه بالليل ويعمل ضده بالنهار، حاقداً أو مرتزقاً، هو لم يغضب من نقد ذلك الآخر انتصاراً لوطنه، ولكنه انتصار لذاته التي شعر في لحظة النقد لوطنه أنها مشمولة فيه.

وأنا كمختص أرى أن السبب النفسي العميق الناشئ عن معاناة شخصية  منذ الطفولة  لهذا الإنسان الحاقد والمعادي للمجتمع ، فهو قد يكون ممن تعرضوا إلى معاملة سيئة جدا ً وقاسية جدا ً ومشينة جدا ً في طفولتهم وأيام مراهقتهم من قبل المحيط الإجتماعي الذي نشأوا  فيه ، فقد تكون هذه الإساءة من والدهم أو  إذا كانوا من مجهولي النسب  فربما يكونون قد تعرضوا إلى إساءات بليغة من أهل المكان الذي عاش فيه كمن يتربى في ملجأ ودار للأيتام ،فشعور المرء  بأنه (مجهول الأصل) أو (غامض النسب) أو ( ضعيف النسب والحسب ) من جهة ، ونظرة المجتمع إليه على هذا الأساس من جهة أخرى قد يولد لديه هذه العقدة النفسية العميقة أي كراهية المجتمع .


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة