الحقد الذي في الجمل يفوق كل حيوانات الأرض وقالوا إن الجمل لا ينسى من يسيء معاملته حتى وإن مرت سنين وقالوا يصل حقد الجمل إلى ( 10 ) سنوات فذاكرة الجمل قوية ويمتلك صفة الانتقام .
ومن المثير للاهتمام ذكر قصّة «حقد البعير» وهي مشهورة ومتداوَلة عند الرواة والمهتمّين بالأدب الشعبي، حتى أنهم قالوا: لا غدر إلا غدر البحر، ولا حقد إلا حقد الجمل. والقصة هي:
(غضب صاحب إبل يوماً على جمله فقام بضربه ضرباً شديداً. ومن خبرة ذلك الرجل عرف أنّه لن ينجو من حقد البعير، ولا من غدره، حتى من نظرات البعير ، فأصحاب الإبل يعرفون طبائعها ورغباتها حتى في الانتقام ، فقام مسرعاً ببيعه لإحدى القبائل. ومرّت عشر سنين كاملة والبعير من صاحب إلى صاحب، ومن قبيلة إلى قبيلة، ومارس ذلك الرجل حياته العادية. وفي يوم من الأيام وهو في سفره مر بقبيلة من القبائل الذين هبّوا لإكرامه واستضافته، ونصبوا خيمة خاصة به، يأتيه فيها الطعام والشراب، وينام فيها مرتاحاً من عناء السفر ، وأثناء النهار رأى صاحبنا هذا «جمله القديم»، ورأى الجمل صاحبه القديم «وعرف كل منهما الآخر». وحينما جاء الليل، وانصرف كلٌّ لخيمته.. قام صاحبنا بعمل عجيب وغريب أخذ يجمع الرمل والأحجار الرملية داخل خيمته، وخلع بعض ملابسه، وحشاها بالرمل والأحجار وأكثرية ملابسه حتى غطاء الرأس، وهرب، وفي الليل قام البعير بتقطيع كل خطام أو تعقيل مربوط به، وجاء إلى «الكوم الرملي»، وبرك عليه، وصار يطحن ويطحن بنحره ممزقاً الملابس وكل شيء تحته، حتى اطمأن البعير أنّه قضى على صاحبه بالضربة القاضية ) .
المراجع :
المكتبة الالكترونية للجامعة الاردنية / دار المنظومة .