يعتقد العلماء أن الحيوانات قادرة على الشعور وأنها تتعرض لنفس عواطف الإنسان وقد أكدت الأبحاث التي تمت على أدمغة الحيوانات أدلة على شعورها بعواطف مختلفة كالفرح والحزن والغضب والاستياء والخجل والحب والرحمة.
تعتبر الفيلة من أكبر الحيوانات البرية وأكثرها تعبيرا عن مشاعرها فهي قادرة على الشعور العميق والتفكير وتتعلق عاطفيا بأفراد القطيع أكثر من بعض البشر ولا تخجل الفيلة من إظهار عاطفتها في جميع المواقف:
تعتبر عاطفة الأمومة من أهم العواطف لدى جميع الكائنات ولدى الفيلة بشكل خاص فالأم تحمي صغيرها وترش عليه الماء وتحميه من الشمس والمفترسات ولا تنفك تلمسه بخرطومها وأطرافها وإذا ابتعد عنها تجلبه مجددا وإذا مات صغيرها تقف الأم حارسة له وآذانها متدلية لعدة أيام دون حركة كما لو كانت مكتئبة...
وتعبر الفيلة عن مشاعر الفرح بشكل واضح؛ فعند ولادة فيل جديد في القطيع تبدأ الأمهات بإصدار خوار حماسي تعبيرا عن فرحها بولادة دغفل جديد، كما تعبر عن فرحها بعودة فرد غائب من القطيع حيث تركض باتجاه بعضها وترفرف بآذانها وتصرخ وتعانق أنيابها ويلاحظ خروج إفرازات على خدودها تشبه دموع الفرح.
وتتعامل الفيلة مع بعضها في القطيع بمشاعر الرحمة فهي تتحرك ببطء إذا كان أحد الأفراد مصابا حتى يلحق بهم، وعند موت أحد الفيلة تقوم بقية الأفراد بقطع أغصان الشجر وإلقائها حول الجثة.
كما وتظهر مشاعر الحزن بشكل واضح لدى الفيلة فإذا مرت بمكان فقدت فيه أحد أحبتها فإنها تقف صامتة لبضع دقائق لتلامس الرفات وتتحسس رائحته، وإذا شاهد الفيل الصغير أمه تموت فإنه يدخل بحالة اكتئاب فقد يستيقظ من نومه صارخا أثناء الليل...
والفيلة حيوانات مميزة تعيش في الغالب 50-70 سنة وتمتد فترة الحمل لمدة 22 شهرا وتعيش في قطيع تصبح الفيلة فيه أمهات وجدات وخالات والأنثى الأكبر سنا هي من تقود القطيع.
خرطوم الفيل هو العضو الأكثر أهمية لدى الفيلة وهو مزيج من الأنف مع الشفة العليا يستخدم للشرب وتمزيق فروع الأشجار ورش الماء على أجسامها للاستحمام كما يستخدم لرش الطين والأتربة على الجلد لإزالة الطفيليات.
أما أنياب الفيل فهي عبارة عن قواطع معدنية تستخدم للتنقيب عن الماء ونقش الأشجار لوضع علامات خاصة لإنشاء أراضي خاضعة لسيطرتهم وتستخدم أثناء القتال وتستمر أنياب الفيل بالنمو طوال فترة حياته....