يمتاز كوكب أورانوس بأنّه أبرد كواكب المجموعة الشمسيّة، وذلك لأنّ موقعه بعيداً عن الشمس وتبلغ مسافة بعده عن الشمس 2.88 مليار كيلومتر، ولا يعدّ كوكب أورانوس ابعد النجوم لكنّه ابردّها، وذلك بسبب الانخفاض الحادّ في درجة حرارته الّتي تصل إلى 218 درجة سيليزيّة تحت الصفر، بالإضافة الى ان السحب الّتي تقع أعلى هذا الكوكب تحمل درجة حرارة منخفضة أيضاً تصل إلى 197.2 درجة سيليزيّة تحت الصفر، وقد تصل إلى 226 درجة سيليزيّة تحت الصفر. ولا تقوم نواة كوكب أورانوس ببعث أيّ من الإشعاعات الحراريّة الّتي تقوم أنويّة الكواكب الأخرى ببثّها.
يشكّل كوكب أورانوس سابع كواكب المجموعة الشمسيّة، ويمتاز بعدّة خصائص تميّزه عن غيره من كواكب مجموعة درب التبّانة. يعود اسم أورانوس قديماً لاسم إله السماء في الحضارة الإغريقيّة، وتمّ حديثاً إطلاق هذا الاسم على سابع كوكب في المجموعة الشمسيّة ونستطيع رؤية هذا الكوكب بالعين المجرّدة في السماء الصافية في منتصف الليل، ويمتاز بسطوعه المتوسّط، وبعد ظهور أوّل تلسكوب تمّ اكتشاف اورانس ككوكب من الكواكب الشمسيّة في مجرّتنا وهو يمتاز بعدّة خصائص تميّزه عن باقي الكواكب.
يتّسم كوكب أورانوس باللون الأزرق الفاتح، وسبب هذا اللون يعود للغيوم الّتي تتكوّن من غاز الميثان والّتي تنتشر في الغلاف الجوّيّ، كما يمتلك كوكب أورانوس عدد كبير من الأقمار تصل إلى 27 قمراً، وأشكال هذا الكوكب غير متساوية. وبفعل جاذبيّة كوكب أورانوس استطاع أن يجذب ويلتقط هذه الأقمار الّتي تشكّل في واقع الأمر أجسام حول كوكب أورانوس، وغالباً أقمار أورانوس تكون مظلمة.
من الأشياء الّتي تميّز كوكب أورانوس هو الجوّ المستقرّ وهذا ما يجعله يختلف عن باقي الكواكب الغازيّة الهائلة الّتي تكثر فيها الأعاصير والزلازل والبراكين، وتوجد داخل كوكب أورانوس منطقه مظلّلة تسمّى (النقطة الداكنة) الّتي تمتاز بأنّها شديدة البرودة وقد تصل سرعة الرياح فيها إلى 900 كيلومتر في الساعة. يطلق على كوكب أورانوس اسم (العملاق الثلجيّ)، وذلك نتيجة لوجود الماء والأمونيا وثاني أكسيد الكربون وأوّل أكسيد الكربون في حالة متجمّدة في الغلاف الجوّيّ للكوكب
أثبتت الدراسات أن لا حياة على كوكب أورانوس، والرحلة الوحيدة الّتي حدثت عليه كانت بسبب مرور مركبة فضائيّة فوياج 2 بالقرب منه وكانت في طريقها إلى أقصى حدود النظام الشمسيّ عام 1986م. ولا يلقى هذا الكوكب الكثير من الاهتمام ولا حتّى في الرحلات الاستكشافيّة. وبالرغم من ذلك الا ان كوكب أورانوس يمتلك مكانة بارزة فهو الأكثر غرابة من بين العديد من أنواع الكواكب. حيث يبلغ حجم كوكب أورانوس 60 ضعفاً من حجم الأرض وكتلتها عبارة عن غازات سامّة مضغوطة كغاز الميثان والأمونيا وكبريتيد الهيدروجين الّتي بدورها تحيط بنواة صخريّة صغيرة
يدور حول كوكب أورانوس 27 قمراً معروفاً، وقد سمّيت هذه الأقمار نسبة للأعمال الأدبيّة للأدباء الكبار والمعروفين مثل ألكسندر بوب وشكسبير، كما يحيط بكوكب أورانوس 13 حلقة مقسّمة إلى مجموعتين، حيث تتكوّن المجموعة الأولى من 11 حلقة داخليّة ضيّقة وذات لون رماديّ داكن، والمجموعة الثانية تتكوّن من حلقتين خارجيّتين، والحلقة القريبة تحمل اللون الأحمر والحلقة الأبعد تحمل اللون الأزرق. كما تظهر بعض من الحلقات محاطة بالغبار الناعم.
اكتشاف كوكب أورانوس:
تكون هذه الكواكب بفعل تجمّع الغازات والغبار بفعل الجاذبيّة مكوّنة هذا الكوكب الجليديّ الّذي تشكّل مع تشكّل المجموعات الشمسيّة منذ ما يقارب 4.5 مليون سنة، ومرّت العديد من الاكتشافات في ما يخصّ هذا الكوكب فكانت بداية هذه الاكتشافات في عام 1781 م على يد عالم الفلك البريطانيّ وليم هيرشل الّذي اكتشف كوكب أورانوس من خلال بحثه عن النجوم. وفي أثناء الفترة المحصورة بين 1787 -1851 م تمّ اكتشاف أربعة من الأقمار الخمسة الرئيسيّة التابعة لأورانوس، وبالنسبة والقمر الخامس فقد تمّ اكتشافه في عام 1948 م ثمّ توصّل العلماء والمختصّون إلى وجود حلقات تحيط بهذا الكوكب وكان هذا في عام 1977 م. وبقيت مراحل اكتشاف كوكب أورانوس بالاستمرار حتّى حدثت الرحلة الأولى في عام 1986 م من قبل فوياجر 2 الفضائيّة والّتي اكتشفت عشرة أقمار جديدة للكوكب