"وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ"،
مما لا شك فيه أن الحديد من أهم العناصر وأكثرها استخداماً، خاصة في عصر ما بعد الحداثة، إذ أنه يدخل في معظم الصناعات ولا يمكن تخيل الحياة من دونه إلا إذا وجدت بدائل بمواصفاته تغني عنه.
وقد بينت دراسات أن هناك علاقة طردية بين استخدام الدولة للحديد وبين النمو الاقتصادي لها، فيستخدم في مختلف الصناعات بما في ذلك المجالات الهندسية، وقد تم استخدامه في الهندسة المعمارية بشكل بارز، وذلك بعد حفظه وعزله عن الظروف الجوية لإمكانية تأكسده مع الأكسجين وتكون الصدأ مما يؤدي إلى التآكل. وهنا يفضل استخدام الفولاذ المقاوم للصدأ (الستينلس ستيل) وهو من أشكال الفولاذ الكربوني. وقد استخدم الحديد في صناعة النوافير وفي المباني التجارية، وعادةً ما يفضل استخدام الحديد الزهر في هذه الصناعات وذلك لما يتميز به بأنه مقاوم للحرائق.
وعند قولنا الحديد مهم ويدخل في معظم الصناعات فإننا نقصد ذلك قولاً واحداً حقيقةً لا مجازاً، فهو يستخدم في أضخم الصناعات كالطائرات والسفن الحربية، وفي المقابل يدخل في صناعة الدبابيس ومشابك الورق. إضافة إلى استخدامه في صناعة العربات كالسيارات والشاحنات والحافلات. كما ويدخل في صناعة الحاسبات والإلكترونيات بشكل عام، وقد استخدام في أغراض الزينة.
ورغم أن الحديد بلغت أهميته في العصر الحاضر، إلا أن هذه الأهمية لم تكن وليدة لحظة، فيعود استخدام الحديد ل 4000 سنة قبل الميلاد، فاستُخرج من النيازك، واستُخدم في الزينة والطقوس الاحتفالية.
يشترك الحديد مع الفضة بخواص منها، الصلابة والمقاومة. ولا ننسى خاصيتي المغناطيسة والتوصيل الكهربائي العالي. ويعتبر الحديد وسبائكه المختلفة كالفولاذ مثلا من أشد المعادن متانة وقساوة ومن بين أعلاها لدرجة حرارة ذوبانه ومن أكثرها طواعية للسحب والطرق والتشكيل عند تسخينه.
ولا نغفل عن أهميته الكبرى في إنتاج السبائك ذات الخصائص العالية التي تناسب التطبيقات الصناعية المختلفة وذلك لقابليتها للمزج مع المعادن المختلفة. ومن أهم هذه السبائك هو الفولاذ بأنواعه الثلاثة: الفولاذ المطاوع والستينلس ستيل والحديد الزهر، والتي تعتبر واسعة لانتشار والاستخدام. كما يمتلك الحديد أعلى طاقة ربط نووية بين جميع عناصر الطبيعة وهذا جعله أثقل عنصر طبيعي يمكن تصنيعه.