من هواياتي المفضلة التي امارسها يوميا هواية القراءة، لذلك لفت انتباهي مرض اسمه عسر القراءة، واسمه العلمي هو الـ (ديسليكسا).
كلمة ديسليكسيا يونانية الأصل، وتعني صعوبة في قراءة الكلمات في اللغة، وتسمى الإعاقة الخفية، لعدم وجود معالم ظاهرة تدل عليها، وهي صفة وراثية تنتقل في العائلة، وتصيب الذكور بنسب أعلى من الإناث.
على الرغم من الاعتقاد بأن عسر القراءة هي نتيجة اختلال عصبي، إلا أنه لا يعتبر إعاقة ذهنية، فهو أحد اضطرابات صعوبة التعلم التي يعاني منها بعض الأطفال والبالغين.
والمشكلة هي الصعوبة في معالجة المعلومة داخل الدماغ البشري، فينتج عنها مخرجات خاطئة، وتختلف الأعراض من مصاب إلى آخر، للأطفال الذين يعانون عسر القراءة يواجهون صعوبة في تعلم القراءة والكتابة والتهجئة، ويتم تقييم الحالة من قبل أخصائيين النطق.
من أعراضها عند الأطفال صعوبة تعلم الأبجدية والأناشيد البسيطة، وصعوبة تسمية الأشياء، وعدم معرفة تتبع الاتجاهات، وصعوبة اكتساب المفردات واستخدام القواعد اللغوية الملائمة لمرحلتهم العمرية، وعدم تذكر أسماء وأشكال وأصوات الحروف، وفهم ضعيف اثناء القراءة، فتكون قراءتهم بطيئة ومجهدة، وقد نراهم يقلبون الحروف وترتيبها في الكلمات عند قراءتها، وفي العمر المتقدم، يستصعب الشخص كتابة الأفكار على الورق، أي ضعف التعبير الكتابي، وكذلك قلب وعكس الأرقام خلال نقلها من مكان ما كالسبورة مثلا، وتتسم كتابته بالفوضى والأخطاء الاملائية، ويتكرر مسحه لما كتبه، وضعف المهارات الحركية الدقيقة كاستعمال المقص وإمساك القلم، ومشكلات في الرياضيات والحساب، وصعوبة العد بشكل متتالي متتابع وصحيح، وأحيانا صعوبة في تفسير المرادفات والمفاهيم والرموز الرياضية، وعادة ما يواجهون مشاكل في الحساب العقلي السريع، وصعوبة التنظيم، ويتميزون بالتشتت والتهور وتفاوت الأداء بين يوم وآخر.
هي حالة يكون فيها الفرد مختلفا عن الآخرين في عمليات التفكير والتعلم، والعلاج المقدم لهذه الفئة هو علاج تعليمي، يعتمد على الحواس لترسيخ المعلومات، فيستعمل الطفل جميع حواسه إن أمكن، كذلك طريقة التعليم المنظم، بحيث تعطى الدروس للطفل بجرعات صغيرة، والطريقة المثلى لترسيخ المهارات الأساسية تكون بالتعلم التراكمي، حيث تبنى المهارات تدريجيا، وفقا لأهميتها، والتركيز على التغذية الراجعة عند بداية الدرس، أيضا التعليم النشط، ويعني ذلك إعداد الدرس بأنشطة قصيرة ومتنوعة، تسمح للطفل الاندماج أكثر مع باقي الأطفال. كذلك أسلوب التعليم عن طريق سماع الصوتيات أثبت انه يحسن عندهم القدرة على القراءة .
تشكل الديسليكسيا نسبة 50% من مشاكل صعوبة التعلم، ومعدلات الأطفال الذين يعانونها في الوطن العربي مرتفعة للغاية، ويتعرض الأطفال الذين يعانون هذا الاضطراب من السخرية من زملائهم، بسبب عدم قدرتهم على القراءة كالباقين، والمشكلة هي أن الأسرة والمعلمين لا يراعون وضع الأطفال المنتمين الى هذه الفئة، ويعتقدون مخطئين أنه نوع من التقصير الأكاديمي، أو تدني في نسبة الذكاء، رغم أن هناك عبر التاريخ عباقرة عانوا من الديسليكسا مثل البرت آينشتاين، وتوماس آديسون.