لماذا يجب صيام يوم عرفة كل عام طالما أنه يغفر للصائم عامًا قبله وعامًا بعده؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أشكرك أخي الكريم على هذا التساؤل، وأقول لك: لماذا نصلي يومياً؟ ولماذا نصوم شهر رمضان كل عام؟ ولماذا نزكّي أموالنا كل عام؟ وغير ذلك من العبادات المكررة:

  •  أقول لك في البداية أن القاعدة الفقهية الأصولية تقول: "إن العبادات لا تُعلّل"، وصيام يوم عرفة عبادة، فليس شرطاً أن يكون لهذا السؤال تعليل وسبب.
  •  نصومه لأن النبي صلى الله عليه وسلم صامه وأمر بصيامه، فصيامه سنة مؤكّدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  •  نصومه لأننا بحاجة إلى عفو الله تعالى ومغفرته ورضوانه، وأن يُكفِّر الله تعالى عنا ذنوبنا.
  •  نصومه لأن العبادة لا تتوقّف، فالعبادة مطلوبة منا باستمرار حتى يأتينا الموت، قال الله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ). سورة الحجر: 99
  •  نصومه لأن الله تعالى أمرنا إذا أنهينا عبادة أن نبدأ بعبادة أخرى، فقال تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ). سورة الشرح: 7
  •  نصومه لأن أفضل العبادات في هذا اليوم لغير الحاج هو الصيام، فصيامه يكفّر سنتين كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء). رواه البخاري. 
  •  نصومه كل عام لأننا لا نعلم هل قبل الله منا صيامنا العام الماضي؟! فنصومه كل عام حتى نتحصل على أجر الصيام الحقيقي ونفوز بتكفير ذنوب سنتين؛ سنة قبله وسنة بعده.
  •  نصومه كل عام مرة لأنه عبارة عن يوم بسيط ويمضي ونحصل على الأجر والخير الكثير، بخلاف الحج الذي سُئِل عنه النبي صلى الله عليه وسلم:  فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يا أيُّها الناسُ، كُتِب عليكم الحَجُّ، قال: فقام الأَقْرعُ بنُ حابِسٍ فقال: أفي كلِّ عامٍ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لو قلتُها لوجَبتْ، ولو وجَبتْ لم تعمَلوا بها، -أو: لم تستطيعوا أنْ تَعمَلوا بها- الحَجُّ مرةً، فمَن زاد فهو تطوُّعٌ). أخرجه ابن الملقّن وشعيب الأرناؤوط والوادعي عن عبد الله بن عباس وصحّحوه

والله تعالى أعلم.