إن علم الروبوت مجال متعدد التخصصات يدمج علوم الكمبيوتر والهندسة، إذ الهدف منه هو تصميم آلات قادرة على مساعدة البشر بمختلف الأعمال. تدمج الروبوتات مجالات الهندسة الميكانيكية، الهندسة الكهربائية، هندسة المعلومات، الميكاترونكس، الإلكترونيات، هندسة الكمبيوتر، هندسة التحكم، هندسة البرمجيات وغيرها. شهد علم الروبوت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، إذ ساعد على ذلك التطور الضخم في مجالات العلوم والتكنولوجيا، ويتطلع العلماء إلى أن يكون استخدام الروبوت في مجالات الحياة اليومية مع الاتجاه العالمي للذكاء الاصطناعي.
أهمية تعليم علم الروبوت للأطفال:
1- إعداد الأطفال للمستقبل التكنولوجي
أصبح الاعتماد على التكنولوجيا يزداد يوما بعد يوم، وأصبح الإلمام بالحاسوب أمرا إلزاميا وفي غاية الأهمية، والابتكارات التي يشهدها العالم اليوم ستزداد في المستقبل، فكل جيل لاحق سيشهد تطورا كبيرا في مجال التقدم التكنولوجي عن الجيل السابق، فتعليم الأطفال علم الروبوت من شأنه مواكبة التقدم العلمي في المستقبل، وألا نجعلهم فقط مستهلكين، بل من المهم تمكين قدراتهم على المشاركة في الابتكار والاختراع ومواكبة كل ما هو جديد.
2- التشجيع على الإبداع
على نظير ألعاب تركيب الأطفال مثل "ليغو"، فإن الروبوت يعين الأطفال على تنمية مهاراتهم ونشاطاتهم؛ لتحفيز الإبداع والابتكار لديهم وتنمية العقل والإدراك، بالإضافة إلى تنمية روح التحدي عند الطفل لبناء شيء جديد وفريد.
3- طريقة ممتعة لتعليم الأطفال موادهم الدراسية
كما ذكر سابقا أن علم الروبوت هو مجال متعدد التخصصات يجمع بين علوم الهندسة والحاسوب، ومع أساليب التعلم الحديث، أصبح من المهم تحقيق عنصر المتعة في العملية التعليمية، لأن أسلوب التلقي المباشر لم يعد ينفع بشيء ولا يحقق النتائج المرجوة، فالتطبيق يجعل الطالب أكثر ارتباطا بالمادة الدراسية؛ ليكون أكثر قابلية للتعلم.
4- اكتشاف مهارات ومواهب جديدة عند الطفل
إن تعلم البرمجة أو العلوم الجديدة من شأنه رفع مستوى التفكير الناقد عند الطفل، بالإضافة إلى إكسابه مهارات تحليلة وتنظيمية، تساعده على حل المشكلات والانتباه لأدق التفاصيل والتركيز العالي في العمل، علاوة على ذلك يخلق في نفس الطفل حب تطوير الذات والسعي للتميز ومواكبة كل ما هو جديد.
في دراسة مشهورة أجريت بأحد الجامعات في سنغافورة، درست العلاقة بين استخدام الأطفال في عمر مبكرة للروبوت في التعليم وإدخاله في العملية التعلمية، إذ أظهرت النتائج أن الأطفال أصبحوا أكثر مرونة وقابلية للتعلم من خلال جعل العملية التعليمية أكثر متعة وقدرة على الابتكار.
إن العالم يتقدم بشكل سريع في مجال البرمجة والتقنيات الحديثة فمثلا نحن نشهد اليوم اختراعات وابتكارات جديدة، لم نكن بيوم قادرين على أن نتخيلها، مثل الطائرات بدون طيار والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الاختراعات، والمستقبل سيشهد الكثير والكثير من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجة.