من أكثر الأمور المعيبة في مجتمعاتنا العربية هي الذهاب إلى طبيب نفسي، حتى أنه لو كان عند أحدهم مشكلة ما عليه أن يخفيها حتى لا يذهب للطبيب حتى لو تردت حالته.
أما فيما يتعلق بالأهل ورفضهم أن يذهب أبناءهم إلى الطبيب النفسي:
- نظرة المجتمع: للأسف دائما أغلبنا يقع ضحية مجتمع ونظرة المجتمع اتجاه أمور معينة ومنها عدم تقبل المجتمع لمن يذهب إلى عيادات الطب النفسي، فالأهل يصرون على الرفض حتى تبقى صورتهم جميلة أمام كل من حولهم.
- تكذيب أبناءهم: قد لا يعطي الأهل أهمية لنظرة المجتمع لكن يرون أن ابنهم يبالغ بما يشعر وأن أموره تمام وجيدة ولا يحتاج إلى طبيب أو استشاري نفسي لمساعدته. وأنه أموره النفسية لا تحتاج إلى عناء الذهاب إلى طبيب، وهناك أمر آخر متعلق بتفكير الأهل وهي أن التعب النفسي والمشاكل النفسية تنحل لوحدها مع الزمن وأنها فترة وتنتهي.
- معتقدات الأهل: من أسوأ ما يواجه بعض الأبناء في تعاملهم مع أبائهم بعض المعتقدات التي أخذوها من أهلهم ويطبقونها على أبنائهم مع اختلاف الزمن. فيرون أن الشعور بمشاعر سلبية أو ملاحظة بعض التصرفات الغريبة على أبنائهم لا تحتاج إلى مساعدة وأن الموضوع بسيط، وهناك أمر آخر يفكر به الأهل إن كانت فتاة هي من تعاني من مشكلة ما أو أن هناك فتاة بالعائلة يرفضون رفضا قطعيا لاعتقادهم أنها لن تتزوج ولن يقبل بها أحد، فيفضلون إخفاء الأمر وأنها لا تعاني من أي مشكلة حتى تتزوج أو حتى لا يؤثر على زواج الفتيات في العائلة نفسها.
- ذكريات الأهل: عندما يشعر أحد الوالدين أن أحد أبنائهم لديه مشكلة ما، يسترجع الوالدين ذكريات أليمة وشبيهة بماضي عاشه أحد الوالدين. فرفضه لتلك الذكريات يجعله يرفض التصديق حتى أن ابنه يعاني من نفس مشكلته.
لنتفق على أمر أن المرض النفسي مثله مثل أي مرض جسدي آخر ويحتاج إلى عناية حثيثة ولا يجب إخفاء الموضوع والتستر عليه أو عدم تقديم أي علاج له.
والذهاب للطبيب النفسي لا يشترط أن يكون هناك مرض نفسي خطير ويحتاج إلى مستشفى أو أدوية، فهناك بعض المشاكل والذكريات القديمة التي تكبر مع الإنسان وتسبب له بعض الضيق فيلجأ للطبيب حتى يساعده بالتخلص منها.