لماذا يأخذ الأخ الكبير مكانة الوالد في المنزل عادة

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
٢٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يعود السبب في هذا الأمر لما يطلق عليه بالدور الاجتماعي فالابن الكبير يكتسب دوره الاجتماعي والذي يتضمن اكتساب مكانة الوالد عن طريق التنشئة الاجتماعية ولوجود عادات وتقاليد معينة متعارف عليها بين الناس بشكل عام.

تلعب التوقعات دور كبير وتترك أثر عظيم في إكساب الابن هذه المكانة، فالأشخاص في هذه الحياة لا يتصرفون وبشكل عشوائي وإنما تكون كل أفعالهم وتصرفاتهم عائدة لأسس معينة وكذلك الأمر بالنسبة للدور الاجتماعي الذي يقوم به الابن، حيث يقوم الأهل ومنذ الصغر بتمرير بعض الأفكار إلى البنية المعرفية للابن التي تجعله نموذج مصغر عن الأب كما يتم تمرير هذه الأفكار لأدمغة الأخوة الأخرين بحيث يعززوا هذا الأفكار بطريقة المعاملة.

ومن الأمور التي لا بد أن نعرفها بأن الدور الاجتماعي يتضمن سلوكيات متوقعة تسمى الأعراف؛ فما يقوم به الأب من دور اجتماعي تم التعارف عليه وتم اكتسابه عن طريق العرف والتقليد وكذلك الأمر بالنسبة لمكانة الابن الأكبر، فهو في المجتمعات وخاصة العربية القادر على تحمل المسؤولية والقيام بدور مشابه لدور الأب إلى حد بعيد، وفي حال عدم وجود الأب فهو المرجع للأخوة وهو صاحب القرار، وله الحكم أولًا وأخيرًا.

ويمكن القول بأن الأعراف الاجتماعية هي مجموع القواعد والقوانين الغير مكتوبة التي تعبر عن المعتقدات والمواقف والسلوكيات المقبولة في مجتمع ما أو ضمن ثقافة مجتمعية معنية، فنجد في دولنا العربية أن الابن الأكبر يأخذ مكانه الأب لوجود عدة معتقدات وتوجهات أهمها أن الابن الأكبر هو من يحمل اسم الأب وهو المجلب للقدر والصيت الإيجابي للعائلة، الابن الأكبر وحسب العرف العربي هو سند الأب والمتحمل معه جميع المسؤوليات.

كما يمكن القول بأن النظام الموجه لسلوك الناس في المجتمعات سبب في إكساب الابن الأكبر هذه المكانة والذي من خلاله يوفر القدرة على التنبؤ في العلاقات الاجتماعية وفهم تصرفات الناس بعضهم لبعض، النظام الاجتماعي العام الصادر عن العرف المجتمعي يبرر ما يعطى للابن الأكبر من مكانه ويجعل هذا الأمر متفهم من قبل الجميع لأنه مألوف ومتعارف عليه.كما أن الابن الأكبر وخلال التنشئة الاجتماعية يستجيب لسلوكيات معينة ويصدر أفعال معينة تعزز ما يكتسبه من مكانه مرتبطة بالأب، فيبدأ بأداء الأدوار التي تتمثل بتحمل المسؤولية والحماية وأشعار الأسرة بالأمن بشكل جيد، فهو هنا يتوافق وبشكل كبير مع توقعات الأخرين (توقعات الأهل وتوقعات المجتمع بكل عام) وفي المقابل يستجيب للرفض بطريقة تعدل ما لديه من سلوك سلبي يؤثر على ما يكتسب من مكانه.

وأرى ومن وجهة نظر شخصية أن الأمر يعود وبشكل أساسي لما تقوم عليه العادات والتقاليد المتعلقة بالابن الذكر والكبير تحديدًا حيث يتمتع الابن الكبير غالبًا وضمن المجتمعات العربية خاصة بالسيطرة والسلطة والقيادة والجدية والشخصية القوية.

والابن الكبير هو من يقدم المساعدة للأب على نحو دائم ويضحي من أجل إخوته وبتالي يتخذ مكانه مشابهة لمكانة الأب، كما يوكل الأهل للابن الأكبر مهمة المساعدة في تربية قدر الإمكان. وللقيمة التي تعطى للأخ الأكبر من قبل الأسرة والإخوة سبب في أن يكتسب مكانة الأب حيث أن الأخ الأكبر بالنسبة للإخوة هو القدوة بالنسبة لهم ويشكل نموذج لسلوكهم وطريقة تعاملهم ودارستهم، وهو الشخص المستعان به في حال الوقع في المشكلات فهو قد يكون نتفهم كالأب مع إظهار المحبة، فهو في بعض الأحيان لديه قدرة على التواصل بحب وتفهم أكثر من الأب، فالأب شديد التسلط والسيطرة لكن الابن الأكبر سلطته وسيطرته تكون أقل من الأب بدرجة.

أما للدور المكتسب من قبل الابن عن طريق الأسرة يتمثل في رعاية الأخوة في بعض الأحيان وخاصة في حالات عياب الأب أو مرضه، كما يلبي حاجيات المنزل المختلفة، وهو من يقوم بتولي أمور الأسرة في حال وفاة الأب في مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والتعليمية فالمسؤولية المكتسبة من قبل المجتمع للأخ الأكبر سبب في ما يحصل عليه من مكانه. 

المصدر: